أصبح بإمكان مجموعة من المرضى المكفوفين القراءة مرة أخرى بعد تركيب غرسة ضوئية في الجزء الخلفي من العين، حيث تُوضع شريحة ضوئية بحجم تقريبي 2 مم مربع تحت الشبكية. ترتدي الناظارات نظارة مزودة بكاميرا ترسل الصور بالأشعة تحت الحمراء إلى الزرعة في خلف العين، التي تحوّلها إلى إشارات ترسلها إلى معالج جيب محمول يحسّن الصورة ثم يعيد إرسالها إلى الدماغ عبر العصب البصري ليعيد تشكيل رؤية مركزة قد تساعد في القراءة.
ابتكار شريحة تزرع داخل العين تعيد القدرة على القراءة للمكفوفين
تشير التجارب إلى أن 38 مريضاً من خمس دول شاركوا في الدراسة، ومن بينهم 32 خضعوا للزرع، وتمكن 27 منهم من القراءة مجددًا خلال عام واحد، بمقدار نحو 25 حرفًا إضافيًا على مخطط الرؤية المركزية. كما أشارت الحكايات إلى تحسن محسوس لدى بعض المشاركين، مثل امرأة تبلغ نحو 70 عامًا شعرت بأن التجربة لا تُنسى لأنها سمحت لها باستعادة القراءة وحل الكلمات المتقاطعة من جديد. وتُشير الدراسات إلى أن هذه التقنية قد تكون مفيدة في شكل من أشكال الضمور البقعي الجاف المرتبط بالشيخوخة (GA)، وهو يسبب فقدان الرؤية المركزية لدى كثيرين حول العالم. ولا تزال هذه الزراعة غير معتمدة خارج التجارب السريرية، وتظل التكلفة والإتاحة موضوع بحث، مع أمل بأن تصبح متاحة في خدمات الرعاية الصحية خلال سنوات قليلة.
يتضح مما تقدمه التقنية أن الصورة تُعالج وتُحسَّن قبل أن تُرسل مرة أخرى إلى العين والدماغ، لتمنح المرضى قدرة رؤية محدودة يمكن استغلالها في أنشطة يومية بسيطة مثل القراءة. وتُعَدُّ هذه الخطوة الأولى التي أظهرت أنها من شأنها إتاحة رؤية ذات معنى للمستخدمين في الحياة اليومية، وهو ما يمثل تقدماً ملحوظاً في مجال صحة العين.
عودة البصر عبر زرع السن في العين (OOKP)
تعالج جراحة زرع السن في العين (OOKP) حالات العمى الناتجة عن تندب شديد في القرنية عندما لا تكون عمليات الزراعة التقليدية نافعة، وتُستخدم فيها أنسجة مأخوذة من داخل خد المريض كقاعدة للغرسة. في هذه العملية يُزيل الطبيب الجزء التالف من القرنية ثم يغلفه بنسيج من خد المريض لتكوين قاعدة ثابتة، ثم يُنقّى سن ناب وتُعدل نهايته بعظم صغير وتوضع هذه المجموعة تحت جلد الخد لبضعة أشهر حتى تتشكل تغذية دموية حولها. بعدها تُنقل الغرسة إلى العين وتُثبت كعدسة اصطناعية تدعم الرؤية، مع العلم أن الغرسة تأتي من جسم المريض نفسه مما يقلل احتمال رفضها. لكن الإجراء ليس مناسباً للجميع، وهو يحمل مخاطر عالية تتعلق بالعدوى والتعقيدات الجراحية، ويظل خياراً خاصاً لحالات عمى القرنية الشديد الناتج عن ندوب في الملتحمة مع وجود شبكية وعصب بصري سليمين في الخلف.
روى الطبيب العمل مع رجل كندي يدعى برنت تشابمان، البالغ من العمر 34 عامًا، فقد بصره لعشرين عامًا بسبب متلازمة ستيفنز جونسون، وتحت إشراف فريق جامعة كولومبيا خضع لعملية زرع العدسة المحفوظة بالسن في العين اليمنى بعد سلسلة من الإجراءات. تمكن من رؤية المدينة من حوله مجددًا بعد الجراحة وهو يوصف التجربة بأنها لا توصف. وفق التقديرات، تبقى نتائج هذا النوع من الإجراءات عالية التخصص وتختلف من حالة لأخرى، إلا أن نسبة من يحافظون على الرؤية بعد سنوات قد تصل إلى نحو 94% في بعض الحالات، وهو ما يجعل هذا الخيار خياراً متقدماً وليس حلاً عاماً للمشكلات البصرية كافة.
