فازت الشابة السعودية شادن ناصر البلوي بالميدالية الذهبية وبالمركز الأول عالميًا في معرض رومانيا الدولي للابتكارات 2025، وهو إنجاز يعكس مسيرتها العلمية نحو مستقبل أكثر استدامة.
وأوضحت شادن البلوي في تصريحاتها لصحيفة عكاظ أنها تطمح إلى أن تكون ضمن الكفاءات الوطنية التي تسهم في تطوير مجالات الطاقة والابتكار، مشيرة إلى أن مسيرتها العلمية تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر استدامة.
وتحدثت شادن وهي طالبة في السنة التحضيرية بكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز عن بدايتها في الابتكار والبحث العلمي، فبدأت حين كانت طالبة في مؤسسة موهبة حيث أُجري لها مقياس موهبة فتم تصنيفها طالبة موهوبة، ما أتاح لها الانضمام إلى فصول موهبة التي شكلت نقطة انطلاق لشغفها بالبحث العلمي. ومن خلالها تعرفت على مجالات الابتكار والطاقة، ثم التحقت بعدة برامج بحثية وأكاديمية مكّنتها من اكتساب مهارات علمية متقدمة وأساليب التفكير البحثي، وهو ما ساهم في تشكيل فضولي العلمي ودفعها للغوص في مجال الطاقة المستدامة التي وجدت فيها فرصة لابتكار حلول تخدم البيئة وتساهم في مستقبل وطنها.
وتشير شادن إلى عزمها على التخصص في علم الكيمياء وتحديدًا في علم المواد، لأنه يجمع بين الإبداع العلمي والتطبيق العملي. فالكيمياء تمنح الباحث قدرة على تصميم مواد جديدة تحدث فرقًا في مجالات الطاقة والمياه والبيئة، وكثير من مشاريعي السابقة، مثل تطوير الطبقات الضوئية للخلايا الشمسية، اعتمدت على فهم سلوك المواد وتفاعلها مع الضوء، وهذا ما جعلني أختار هذا التخصص عن قناعة وشغف كبيرين.
المستحيل ليس سعوديًا
تؤكد أن المستحيل ليس سعوديًا وأن قرارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فتحت آفاقًا غير مسبوقة، فقراراته الطموحة منحت الشابات السعوديات الثقة والمساحة الحقيقية للإبداع والإسهام في نهضة الوطن وتحقيق رؤية 2030.
ابتكارها الحاصل على الميدالية
مشروعي يقوم على تطوير طبقة ضوئية إضافية تُضاف إلى الخلايا الشمسية التقليدية، خصوصًا تلك التي تعاني من ضعف الكفاءة في الإضاءة المنخفضة. تعمل هذه الطبقة على تحسين امتصاص الضوء بنسبة تصل إلى 66% وتتحول إلى طاقة باستخدام صبغات فلورية وبوليمرات مبتكرة تعزز من الأداء دون الحاجة لتغيير البنية الأساسية للخلية، وهو ما يجعل الفكرة بسيطة وفعالة وقابلة للتطبيق الصناعي وتكلّفها منخفضة مقارنةً بالحلول الأخرى.
رفع كفاءة الطاقة النظيفة
يسهم الابتكار في رفع كفاءة الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، كما أن زيادة كفاءة الخلايا الشمسية تعني إنتاج طاقة أكبر بتكلفة أقل، وهو ما ينعكس مباشرة على المدن الذكية والمباني المستدامة ويدعم جهود المملكة في الوصول إلى الحياد الصفري للكربون، مع الإسهام في حماية البيئة وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
العمل على مشاريع جديدة
تعمل حاليًا على عدة مشاريع في مجالات تنقية وتحلية المياه باستخدام مواد متقدمة، إضافة إلى مشاريع في استدامة الفضاء والهيدروجين الأخضر. كما أن أحد مشاريعها بالتعاون مع فريق BGK، الذي تتولى قيادته، حاز مؤخرًا المركز الأول في هاكاثون الفضاء المقدم من جامعة الملك عبدالعزيز ضمن مسار استدامة الفضاء. هذه الإنجازات تمنحها دافعًا أقوى للاستمرار في الابتكار وتوسيع نطاق الأثر الإيجابي لأبحاثها داخل المملكة وخارجها.
