يُعد مرض الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية غموضاً، فعلاماته تتسلل ببطء إلى حياة الإنسان ولا يظهر فجأة، وقد تبدأ العلامات الخفية قبل نحو 18 عاماً من التشخيص الرسمي وفق خبراء الأعصاب.
يُفهم اليوم أن الخرف ليس مرحلة طبيعية من الشيخوخة، بل هو مجموعة اضطرابات تصيب الدماغ وتؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك، وهو تطور مهم تغيّر خلاله فهم العالم للمرض خلال الخمسين عاماً الأخيرة.
في سبعينيات القرن الماضي كان يُنظر إلى الزهايمر كنتاج حتمي لتقدم العمر، لكن الدراسات الحديثة كشفت أنه مرض دماغي مستقل يمكن رصده مبكراً من خلال ملاحظة تغيرات دقيقة في الذاكرة والسلوك وتنظيم الحياة اليومية.
وبناءً على سنوات طويلة من الخبرة في علاج آلاف المرضى، وضع الدكتور بيتر رابينز اختباراً بسيطاً مكوّناً من عشرة أسئلة يمكن من خلالها اكتشاف العلامات المبكرة في دقيقة واحدة.
اختبار مبسّط لاكتشاف العلامات المبكرة
هل تواجه صعوبة في تذكر أسماء الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة؟
هل تجد صعوبة في أداء المهام التي كنت تتقنها سابقاً، مثل إدارة الأموال أو الطهي أو استخدام الأجهزة المنزلية؟
هل تواجه صعوبة في تنظيم المهام اليومية وترتيب خطوات إنجازها؟
ما هي الأدوية التي تتناولها حالياً، وهل تؤثر في التركيز والانتباه، خصوصاً تلك المضادة للكولين؟
هل تغيرت شخصيتك فأصبحت أكثر عبوساً أو تساهلاً مما كنت عليه؟
هل تقلق كثيراً بشأن ذاكرتك أو قدراتك الإدراكية؟
هل تغيرت أنماط نومك مؤخرًا؟
هل أصبحت أكثر انعزالاً أو فقدت الشغف بالأنشطة التي كنت تستمتع بها؟
هل تعاني من مشاعر اكتئاب أو انخفاض في تقديرك لذاتك؟
هل لاحظت عائلتك تغيراً في سلوكك أو قدراتك دون وعي منك؟
ينوه الخبراء بأن الإصابة بالزهايمر لا تعني نهاية الحياة، فغالباً ما يعيش المصاب نحو عشر سنوات بعد ظهور الأعراض الأولى، ويمكن تحسين نوعية الحياة عبر العلاج المبكر والدعم الأسري والمتابعة الطبية المستمرة. راقبوا ليس فقط معاناة المريض، بل أيضًا نقاط قوته المتبقية، فذلك يساعد في إيجاد سبل لتحسين حياة الجميع.
