يُعد من أكثر الأمراض العصبية غموضًا، إذ لا يظهر فجأة، بل تتسلل علاماته ببطء داخل حياة الإنسان، وقد تبدأ الأعراض الخفية قبل نحو 18 عامًا من التشخيص الرسمي، وهذا يجعل التمييز بين النسيان الطبيعي والتدهور المبكر تحديًا مهمًا للمرضى وللأطباء.
وأشار الدكتور بيتر رابينز، مؤسس قسم الطب النفسي لكبار السن في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن نحو ربع الأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا وتظهر عليهم إشارات ضعف إدراكي بسيط قد تتحسن حالتهم تمامًا خلال عام.
وسع العالم فهمه خلال الخمسين عامًا الماضية، فتم الاعتراف بأن الزهايمر ليس مجرد نتيجة عابرة للشيخوخة، بل هو مرض دماغي مستقل يؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك، ويمكن اكتشافه مبكرًا من خلال ملاحظة تغيرات دقيقة.
اختبار مبكر للتعرّف على العلامات
اعتمد الدكتور رابينز خبرته ليضع اختبارًا بسيطًا من عشرة أسئلة يكشف العلامات المبكرة للمرض في دقيقة واحدة.
هل تلاحظ صعوبة في تذكر أسماء الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة؟ هل تضعف لديك القدرة على تنفيذ مهام كنت تجيدها من قبل مثل إدارة المال أو الطهي؟ هل تجد صعوبة في تنظيم المهام اليومية وترتيب خطواتها؟ هل تتناول أدوية قد تؤثر في الانتباه أو التركيز، خاصة تلك التي تحتوي على مضادات الكولين؟ هل تغيرت شخصيتك بشكل ملحوظ فصرت أكثر عبوسًا أو تساهلاً؟ هل يقلقك كثيراً أمر ذاكرتك أو قدراتك الإدراكية بشكل مستمر؟ هل طرأت تغييرات في أنماط نومك مؤخرًا؟ هل ابتعدت عن الأنشطة التي كنت تستمتع بها وفقدت شغفك بها؟ هل تعاني من مشاعر اكتئاب أو انخفاض في تقديرك لذاتك؟ هل لاحظت العائلة تغيراً في سلوكك أو قدراتك دون أن تدرك ذلك بنفسك؟
تشير الإجابات إلى وجود علامات مبكرة تستلزم متابعة وتقييم طبي إضافي.
تؤكد الإحصاءات أن الزهايمر لا يعني نهاية الحياة، إذ يعيش كثير من المصابين نحو عشر سنوات بعد ظهور الأعراض الأولى، ويمكن أن تتحسن جودة الحياة بوجود علاج مبكر ودعم من الأسرة وتقييم دوري.
راقبوا ليس فقط المعاناة، بل أيضًا النقاط القوية المتبقية لدى المريض، فذلك يساعد في إيجاد سبل لتحسين حياة الجميع وتحديد الأساليب الأنسب للرعاية والدعم.
