تنظيم البروتين في النظام الغذائي يدعم بناء العضلات وترميم الأنسجة وتنظيم وظائف الجسم، وهو عنصر أساسي لا غنى عنه لكنها قيمته الصحية تعتمد على المصدر والكَمّية.
يلعب البروتين دوراً مزدوجاً في صحة القلب؛ فهو يوفر الأحماض الأمينية اللازمة لبناء الخلايا وإصلاحها، وفي الوقت نفسه قد يؤدي الإفراط في بعض أنواعه إلى زيادة الضغط على الجهاز القلبي الوعائي.
البروتين ليس واحداً في كل مكان؛ يتوقف تأثيره الصحي للقلب على المصدر والكميّة. يستفيد القلب عندما يأتي من مصادر متنوعة ومتوازنة كالسماك والبقوليات ومنتجات الألبان قليلة الدسم وتُستهلك باعتدال.
كيف يخدم البروتين عضلة القلب؟
يتحوّل البروتين إلى أحماض أمينية تُستخدم في بناء الخلايا وإصلاحها، كما تسهم في تكوين مركبات تساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، وهذا التوازن في الدورة الدموية يخفف الضغط عن القلب ويحافظ على انتظام العمل. كما أن البروتين يساعد في التحكم بالوزن ومستوَى السكر بالدم، ما يقلل من عوامل الخطر مثل ارتفاع الكوليسترول والسمنة.
اختيار مصدر البروتين وتأثيره
الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين تمد الجسم بأوميغا-3 التي تُقلل الالتهابات وتحسن نبضات القلب. البقوليات والمكسرات تمنح بروتيناً مع ألياف ودهوناً صحية تساهم في تخفيض الكوليسترول الضار. منتجات الألبان قليلة الدسم توفر البروتين مع كالسيوم وبوتاسيوم يساعدان في ضبط ضغط الدم. أما اللحوم الحمراء والمصنعة فتنبيه إلى أنها تحتوي دهوناً مشبعة وأملاح قد ترتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب والشرايين.
الكمية اليومية الآمنة
تختلف الكمية حسب الوزن والنشاط؛ بشكل عام توصي الجهات الصحية بأن يتناول البالغون نحو 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزنهم يومياً، ويمكن رفعها قليلاً لكبار السن أو لمن يمارسون نشاطاً بدنياً مكثفاً، بشرط ألا تكون كميات تُجهد الكلى أو ترفع الكوليسترول. الاعتدال هو المفتاح: القليل يضعف العضلات والكثير قد يرهق القلب.
اختيار بروتين صحي للقلب
اعتمد مصادر نباتية مثل العدس والفاصوليا والتوفو لأنها غنية بالألياف وتساعد في ضبط ضغط الدم. أضف السمك إلى الوجبات مرتين أسبوعياً للحصول على أوميغا-3. استخدم منتجات ألبان قليلة الدسم بدلاً من الكاملة لتقليل الدهون المشبعة. قلل من اللحوم المصنعة والمقلية واختر اللحوم الحمراء الخالية من الدهون إذا رغبت، مع تحضيرها بطرق صحية كالشوي أو السلق.
ماذا يحدث عند الإفراط؟
الإفراط في البروتين، خاصة من اللحوم الحمراء أو الأنظمة عالية البروتين مثل نظام كيتو، قد يؤدي إلى تراكم الدهون المشبعة وارتفاع ضغط الدم، ما يزيد العبء على القلب والكلى معاً. كما أن الإفراط قد يقلل من تناول الأطعمة النباتية الغنية بالألياف، وهو ما يحرم الجسم من عناصر ضرورية للحفاظ على توازن الكوليسترول وصحة الأوعية الدموية.
