يلعب فيتامين سي دوراً في علاج نزلات البرد والحساسية، وهو معروف أيضاً باسم أسكوربيك أسيد، وتجمع الأبحاث بين نتائج واعدة وملاحظات تحذيرية حول قدرته على تخفيف الأعراض وتحسين الاستجابة المناعية. فقد أشارت مراجعات إلى أنه قد يعمل كمضاد هستامين طبيعي ومضاد أكسدة، ما يساهم في تقليل إنتاج الهستامين في الجسم وربما تخفيض أعراض الحساسية مثل العطس وسيلان الأنف والحكة، كما يحافظ على صحة الأنسجة الرئوية ويقلل الالتهاب الميكروي في الجهاز التنفسي.
دليل علمي يحسّن أعراض الحساسية في بعض الحالات
في إحدى الدراسات، تلقى 71 مريضاً يعانون من أمراض حساسية رذاذاً أو حقناً بفيتامين سي فُلحِظ انخفاض أعراض مثل التعب واضطراب النوم وانخفاض القدرة على التركيز.
ودراسة حديثة أجريت في مارس 2025 كشفت أن تناول فيتامين سي الغذائي يرتبط بانخفاض شدة وانتشار الربو والحساسية الأنفية لدى الأطفال، من خلال تعديل الاستجابة المناعية وخفض التوتر التأكسدي.
فعاليته في نزلات البرد وما يتصل بالوقاية
أوضح تحليل نُشر في 2023 أن تناول 1 جرام يومياً من فيتامين سي خفّض شدة البرد بنحو حوالي 15%، كما خفّض مدة الأعراض الشديدة بنحو 26% تقريباً، بينما لم يُظهر تأثيراً على الأعراض الخفيفة، ولم تجد الدراسات دليلاً قوياً على أن فيتامين سي يمنع الإصابة بالبرد.
آليات العمل المحتملة وما يحتاجه البحث المستقبلي
تشمل آليات العمل المحتملة خفض الهستامين أو تقليل تأثيره، ما يقلل أعراض الحساسية، إضافة إلى تأثير مناعي يعزز خلايا المناعة مثل الخلايا القاتلة الطبيعية NK ويحسّن استجابة الجسم للعدوى الفيروسية، إضافة إلى نشاط مضاد للالتهاب والتأكسد يقلل من السيتوكينات الالتهابية ويحسّن صحة أنسجة الرئة عند التعرض لضغوط مثل التدخين أو التلوث.
ما يزال غامضاً ويتطلب بحثاً إضافياً
الجرعة الأمثل لعلاج الحساسية أو البرد ليست محدّدة بدقة، ومعظم الدراسات المتعلقة بالحساسية كانت صغيرة الحجم أو بلا مجموعة تحكم قوية، لذا النتائج أولية. بالرغم من تقليل مدة البرد، قد يكون التأثير محدوداً لدى جميع الأفراد وبخاصة لدى الأعراض الشديدة أو عند وجود إجهاد بدني أو مناخي.
وتشير الأدلة إلى أن فيتامين سي يلعب دوراً داعماً عند علاج أو تخفيف أعراض الحساسية أو نزلات البرد، خاصةً في حالات الأعراض الشديدة أو ضمن ظروف ضغط بدني أو مناخي. ولكن فيتامين سي ليس بديلاً عن العلاجات الطبية أو روتين الوقاية الأساسي، وإن فكرت في استخدامه فالأفضل التحدث مع الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الجرعة المناسبة والتأكد من أنه لا يتداخل مع أي حالة صحية لديك.
