أجر الممرض رود سالايساي، العامل في وحدة الإنعاش بمستشفى جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، تجربة لتسكين آلام المرضى بعد الجراحة عبر الغناء وعزف الجيتار.
غالباً ما يبتسم المرضى عند سماع الموسيقى وتظهر تغيّرات في المؤشرات الحيوية مثل انخفاض معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم، كما تتركز الاستجابة في تقليل الإحساس بالألم وربما تقليل الجرعات المسكنة، وهذا جزء من فكرة أن التفاعل العاطفي مع الموسيقى يمكن أن يخفف ألم المرضى.
كيف يمكن للموسيقى أن تؤثر على مستويات الألم
قال آدم هانلي، عالم النفس الأمريكي، إن الألم ينشأ من الإحساس الكلي ثم من أفكارنا وردود أفعالنا نحوه، وقد يشعر شخصان يعانيان من حالة متشابهة بمستويات ألم مختلفة تماماً، كما أن الألم الحاد ينتج عن إشارات من مستقبلات الألم إلى الدماغ بينما يتسبب الألم المزمن بتغيرات بنيوية طويلة الأمد في الدماغ تزيد من الحساسية للألم.
علماء يشيرون إلى أن الموسيقى قادرة على صرف الانتباه عن الألم، وهو ما يخفف الإحساس به، كما تظهر أبحاث أن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة يساعد على تخفيف الألم أكثر من الاستماع إلى بودكاست أو غيره من المثيرات السمعية.
تشير الدراسات إلى أن الموسيقى تعمل كتشتت انتباه قوي، حيث ينشط الدماغ بشكل شبه كامل أثناء الاستماع إليها، وهو ما يغير إدراكنا للألم وتجربتنا له ويقلل شعورنا بالقلق والعزلة المرتبطين بالألم.
أنواع الموسيقى والاستماع النشط
بدأت فكرة استخدام الموسيقى المسجّلة لتخفيف الألم المصاحب لجراحة الأسنان قبل ظهور التخدير الموضعي، واليوم يدرس الباحثون الظروف التي تجعل الموسيقى أكثر فاعلية في تخفيف الألم.
أجرت جامعة إيراسموس روتردام دراسة شملت 548 مشاركاً لمعرفة كيف يزيد الاستماع إلى خمسة أنواع من الموسيقى—الكلاسيكية والروك والبوب والحضرية والإلكترونية—من قدرتهم على تحمل الألم الحاد كما يُقاس عبر التعرض لدرجات حرارة عالية أو منخفضة.
وفق النتائج، ساعدت كل أنواع الموسيقى في تخفيض الإحساس بالألم، ولم يتفوق نوع بعينه على الآخر؛ فكلها كانت ذات فاعلية نسبية في تقليل الإحساس بالألم وتسهيل التحمل مع اختلافات بسيطة بين الأفراد.
