تحوّلت الألعابُ من وسيلة ترفيه بريئة إلى مصدر يخفي خطراً يزرع سلوكيات عدوانية داخل عقول الأطفال والمراهقين، حيث تبيّن أن التعرّض المتكرر لمشاهد العنف في الألعاب يقلل من حساسية الفرد تجاه العنف في الواقع.
تأثير ألعاب محددة على السلوك
تتصدر لعبة GRAND THEFT AUTO V قائمة الألعاب الأكثر جدلاً بسبب محتواها العنيف وسلوكياتها غير الأخلاقية، وتدور فكرة اللعبة في عالم مفتوح يتيح للاعب ارتكاب جرائم متعددة، وتكافئ السلوك العنيف وتجاوز القوانين وسط بيئة تستهوي الإثارة والمؤثرات البصرية القوية، ما يجعل تأثيرها على القيم الاجتماعية للنشء خطيراً رغم كونها مخصصة للبالغين ومتاحة بسهولة على الإنترنت بلا رقابة كافية من الأهل أو الجهات المختصة.
تقدم لعبة CALL OF DUTY تجربة حربية مثيرة وتزرع مفاهيم العنف والانتقام كوسيلة لحل النزاعات، وتبرز مشاهد القتل والدماء وتفاصيل المعارك كعامل نفسي قوي يؤثر في المراهقين، فالتكرار يجعل العنف جزءاً مقبولاً من طريقة الفوز والتحدي، مع ما يرافق ذلك من زيادة في التوتر والانفعالات الحادة عند المواجهات اليومية.
أما PUBG MOBILE فمنذ إطلاقها عام 2017 انتشرت بشكل واسع بين المراهقين عبر فكرة البقاء للأقوى والإمكانة اللعب الجماعي، وفي كل جولة يجبر اللاعب على قتل عدد كبير من المنافسين من أجل النجاة، وتزداد فرص تحويل العنف إلى عادة يومية حيث يضيع التعاطف وتتبخر الحدود بين الواقع واللعب، وتُشير تقارير علمية إلى ارتباط الإفراط في اللعب بمعدلات عدوانية واضطرابات النوم وتراجع الانتباه الدراسي.



