تأثير التجميد على بنية النشا وهضم الخبز
يبدأ الحديث عن تأثير تجميد الخبز قبل تناوله بإقبال متزايد عبر منصات التواصل، حيث يرى بعض المختصين أن التجميد يغيّر بنية النشا في الخبز ويؤدي إلى تغيّرات محتملة في الهضم والصحة العامة.
آليات غذائية محتملة وراء التجميد
توضح آراء خبراء أن تجميد الخبز يحول النشا إلى شكل مقاوم لا يُهضم جزئياً في الأمعاء الدقيقة، فيمر إلى القولون حيث يغذي بكتيريا الأمعاء ويولّد مركبات مضادة للالتهابات. وبسبب بطء هضم النشا، يصبح امتصاص سكريات الخبز أكثر اتساقاً على مدار اليوم، وقد يلاحظ البعض تحسناً في هضم الخبز وتقليل الانتفاخ مقارنة بتناول الخبز الطازج.
يؤكد الأطباء أن النشا المقاوم يعمل كما لو كان أليافاً غذائية، وهو مركب يدعم صحة الجهاز الهضمي ويخفف الإمساك. كما ينتج عن النشا المقاوم أحماض دهنية قصيرة السلسلة، وهي مضادة للالتهابات ويمكن أن تقوّي بطانة الأمعاء وتدعم الصحة الأيضية والمناعية بشكل عام.
آراء الخبراء وتقييماتهم
يشير أوسيت شريديفي، طاهٍ مقيم في كاليفورنيا ولديه أكثر من عشرين عاماً من الخبرة، إلى أن النشا في الخبز قبل التجميد عبارة عن جزيء سكر طويل، وأن الإفراط في استهلاكه قد يساهم في مشاكل صحية مثل السكري وزيادة الوزن.
يضيف شريديفي أن تناول الخبز المصنع من النشا المقاوم يعزز الشعور بالشبع بشكل أسرع كما أن آثاره الصحية مجتمعة قد تساعد في تقليل السعرات الحرارية الممتصة، رغم أن تجميد الخبز وتحمصه ليس له تأثير مباشر كبير على سعرات الحرارية قبل ذلك.
لا يتم امتصاص النشا المقاوم بسرعة في مجرى الدم، مما يخفض من استجابة الدم لسكر الدم ومؤشر نسبة السكر، وهو ما يساهم في استقرار السكر على مدار اليوم.
دراسات علمية
تشير دراسة منشورة عام 2008 في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية إلى مقارنة أربعة أشكال من الخبز: طازج، مجمد، محمص، ثم مجمد ومحَمّص. أظهرت النتائج أن المشاركين الأصحاء الذين تناولوا الخبز المجمد ثم المحمص أظهروا انخفاضاً في مستويات السكر في الدم، إذ انخفضت استجابة الجلوكوز لديهم بنحو يصل إلى أربعين في المئة مقارنة بالخبز الطازج.
