يكشف البحث الحديث أن السكر قد يختبئ في كثير من الأطعمة اليومية حتى تلك التي تبدو صحية، وهو أمر يهدد خاصة المصابين بالسكري أو من هم في مرحلة ما قبل الإصابة، إذ يمكن أن يؤدي تناول السكر الخفي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم.
فهم مكونات الطعام خطوة أساسية لحماية الصحة، فالكثير من المنتجات التي تبدو صحية تحتوي في الواقع على سكريات مضافة، وليست محصورة في الحلويات فحسب بل توجد أيضاً في أطعمة مملحة مثل صلصات المكرونة والكاتشب وصلصات الشواء والسلطات.
كيف تكتشف السكر الخفي؟
الطريقة المثلى لاكتشاف السكر المضاف هي قراءة ملصقات التغذية على العبوة، حيث يظهر في الملصق مقدار السكر الكلي في المنتج، وهو مجموع السكر الطبيعي والمضاف معاً، فمثلاً إذا احتوى منتج على 20 جراماً من السكر وكانت 15 جراماً منها سكريات مضافة فمعنى ذلك أن 5 جرامات فقط مصدرها طبيعي.
كما يمكن معرفة كمية السكر من خلال قائمة المكونات، فترتيب المكونات يعكس الكمية، فإذا ظهر أحد أنواع السكر في بداية القائمة كان المنتج يحتوي عليه بكثرة.
ومن المهم أيضاً معرفة الأسماء المختلفة التي تخفي السكر في المكونات، فليست كلمة “سكر” وحدها دلالة على وجوده، بل توجد مصطلحات مثل سكريات القصب، سكر الحلويات، سكر توربينادو، شراب الذرة، شراب الذرة عالي الفركتوز، شراب الأرز، دبس السكر، الكراميل، العصير، العسل أو الصبار. كما أن النهايات التي تنتهي بـ “وز” مثل الجلوكوز والفركتوز واللاكتوز والمالتوز والدكستروز تشير إلى وجود سكر مضاف.
الأطعمة التي قد تخدعك وتحتوى على السكر المضاف
تحتوي بعض الأطعمة التي تبدو صحية على كميات كبيرة من السكر الخفي، ومن أبرزها التوابل والصلات مثل الكاتشب وصلصة المكرونة المعلبة، التي غالباً ما تحمل كميات سكر تفوق التوقع، وألواح البروتين والزبادي رغم أنها تسوَّق كخيارات صحية قد تحتوي على سكر مضاف أعلى من البروتين نفسه.
مُبيضات الحليب والقهوة قد تُضاف إليها سكريات ونكهات مثل الفانيليا أو الشوكولاتة، ما يزيد من محتواها السكري، كما أن الجرانولا ودقيق الشوفان الفوري وحبوب الإفطار غالباً ما تُحلّى بالعسل أو بسكر مكرر، والفواكه المعلبة والمربى تحتويان على شراب سكري مضاف، لذلك يُنصح باختيار الفواكه المعلبة في عصيرها الطبيعي بدلاً من الشراب.
زبدة المكسرات مثل زبدة الفول السوداني أو اللوز قد تُضيف إليها السكريات لتحسين المذاق، وتنتشر المشروبات المعبأة كمشروبات الطاقة والشاي المثلج والقهوة الجاهزة وتحتوي أحياناً على كميات كبيرة من السكر دون أن نشعر.
البدائل والمحليات
يلجأ بعض الأشخاص إلى المحليات الصناعية كبديل للسكر مثل الأسبارتام والسكرالوز والستيفيا، ورغم أنها لا ترفع سكر الدم بشكل مباشر، إلا أن استخدامها باعتدال مطلوب، لأن بعض الدراسات أشارت إلى احتمال حدوث انتفاخ أو مشاكل هضمية عند الإفراط فيها. كما أن المنتجات الخالية من السكر ليست دائماً صحية لأنها قد تكون فقيرة بالعناصر الغذائية الأساسية مقارنة بالخيارات الطبيعية من الفواكه والخضروات.
كل شيء باعتدال
الوعي هو المفتاح فلا يلزم الامتناع التام عن كل الأطعمة التي تحتوي سكريات مضافة، وإنما تناولها باعتدال وبكميات محسوبة، ويفضل دائماً تحضير الوجبات في المنزل واختيار المكونات الطبيعية وتقليل الاعتماد على الأطعمة المعلبة والمصنعة، فالتوازن الغذائي يساهم في الحفاظ على صحة القلب ومراقبة مستويات السكر في الدم والوقاية من الأمراض المرتبطة بالإفراط في تناول السكر سواء ظاهرًا أو مخفياً.
