اكتشاف جين TMEM167A كسبب ثالث لمتلازمة MEDS
اكتشف فريق علمي دولي وجود جين TMEM167A كسبب ثالث لمتلازمة MEDS، وهي حالة نادرة تجمع بين صغر الرأس والصرع والسكري وتُسجَّل عند الرضع حديثي الولادة.
يُعَرَّف الشكل النادر من السكري بأنه يرافق اضطرابًا شديدًا في إنتاج الأنسولين نتيجة خلل بخلايا بيتا في البنكرياس، وهذه الخلايا المسؤولة عن تنظيم سكر الدم، كما يمتد تأثير TMEM167A إلى الخلايا العصبية لدى الإنسان والفئران مما يفسر وجود أعراض سكري وعصبية معًا.
شملت الدراسة ستة أطفال مصابين بمرض حديثي الولادة مع صغر الرأس، وكان خمسهم يعانون أيضًا من نوبات صرع متكررة، وهو ما يُعرف بمتلازمة MEDS، وسبق ربط جينين آخرين بهذه المتلازمة وهما IER3IP1 وYIPF5، ويستلزم الإصابة وجود نسختين متحوّرتين من الجين المسبب، واحدة من كل والد.
أظهر العمل الجديد أن TMEM167A يعمل بنشاط في البنكرياس والدماغ، وهو ما يفسر الاتساق بين أعراض الجهاز العصبي والسكري لدى المرضى، وهو ما يسهم في فهم آليات المرض وفتح أبواب لاختبار علاجات محتملة.
ولفهم آلية تأثير هذا الجين بشكل أعمق، أزيل TMEM167A من خلايا جذعية بشرية متعددة القدرات، ثم استُبدل بجين المتغير المأخوذ من أحد المرضى المصابين بالمتلازمة، وشجعت الخلايا على التطور إلى خلايا بيتا منتجة للأنسولين.
فعلى الرغم من أن الخلايا الجذعية تطورت إلى خلايا بيتا كما هو متوقع، فإنها لم تؤدِّ وظيفتها الحيوية عند تعريضها للجلوكوز، ما يشير إلى أن الخلل ليس في تكوين الخلايا بل في آلية عملها الداخلية، وهو ما يعزز فهم سبب فشل الخلايا في إفراز الأنسولين في هذه الحالة.
كما لاحظ الباحثون أن الخلايا لم تستطع التكيف مع اضطرابات الشبكة الإندوبلازمية المسؤولة عن تصنيع ونقل البروتينات داخل الخلية، وهو خلل يجعل خلايا بيتا تميل إلى تدمير نفسها وتفقد قدرتها على إنتاج الأنسولين.
وتؤكد الدكتورة إليزا دي فرانكو من جامعة إكستر أن اكتشاف التغييرات في جين TMEM167A يمنح فهمًا أعمق لدور هذا الجين في عملية إفراز الأنسولين، ويمهد الطريق لتطوير علاجات جينية تستهدف الخلل نفسه بدلًا من مجرد علاج الأعراض، كما أن الاكتشاف يفتح بابًا لفهم أنواع أخرى من أمراض السكري وربما يسهم في فهم أوسع للمرض بشكل عام.
ورغم ندرة MEDS، فإن ما يحمله من معلومات وراثية قد يساعد في إنقاذ حياة مرضى اضطرابات إنتاج الأنسولين، فمن خلال دراسة حالات نادرة قد تفتح آفاق جديدة لفهم واحد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في عصرنا، بما يحمله من أمل في تحسين الرعاية والنتائج الصحية للعديد من الناس.
