تحول بارز في أسلوب فليك
ظهر فليك هذا الموسم بشكل مختلف عن موسمه الأول مع برشلونة، فالتعاطي الدبلوماسي الرائع مع كل اللحظات الصعبة بدا يتلاشى في بعض المواقِع، وآخرها طرده في الدقائق الأخيرة ضد جيرونا وتجاهله احتفال هدف أراوخو.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها جانبه العاطفي؛ فذلك الجانب كان غامضًا حتى وقت قريب، ولكنه بدأ يظهر الآن بصورة أقرب إلى العفوية والصدق، ما جعل صورة المدرب أكثر إنسانية وأقرب إلى الصورة النمطية لمدرب كرة قدم.
هذا العام لم يعد يحبس شيئًا في صدره؛ جاءت التحذيرات مع بداية الموسم برسالة واضحة إلى فيرمين لوبيز حول أدائه الضعيف، وهو أمر غير مألوف لمدرب اعتاد على السرية وكشف مشاكله خلف الأبواب المغلقة.
قال فليك إن فترة الإعداد لم تكن مثالية، لكنها تحسنت في الأسابيع الأخيرة، وهذا التقييم تزامن مع أداء قوي ضد الفريق الإيطالي، فكانت الرسالة واضحة: فليك الجديد في الطريق.
صراع الأنا
تكررت رسالة نقد بعد التعادل في فايييكاس ضد رايو فاييكانو، فاستغل الألماني النكسة ليوجّه تحذيرًا من وجود أشخاص متكبرين ويدلّ على النوايا الحقيقية للفريق، وهو تصريح لافت لم يعهده الجمهور في عامه الأول كمدرب للفريق.
لكن بلا شك، كان الجدل الأكبر حين دخل في صراع مع المنتخب الوطني بعد إصابة لامين يامال؛ تبادل المدرب الألماني الاتهامات وخاض حرب كلامية في مؤتمر صحفي مع مدرب المنتخب لويس دي لا فوينتي، حيث أشار إلى القلق من رعاية اللاعبين الشباب والاعتناء بهم، وهو ما أثار جدلًا واسعًا.
قضية لامين يامال
ظهر وضوح في تعامله مع القضايا التي تؤثر على برشلونة هذا الموسم، فوجه تنبيهًا لامين يامال بأن موهبته تستحق العمل الجاد وتطويرًا إضافيًا في الجانب الدفاعي إلى جانب المهارات الهجومية، وهو إشارة واضحة إلى التزام اللاعب الدفاعي المطلوب للوصول إلى المستوى التالي.
وعلى صعيد الشائعات، نفى فليك أي خروقات داخلية مع اللاعب في مباراة باريس سان جيرمان، موضحًا أن لامين وصل متأخرًا للإحماء لكن لم يُعاقب كما حدث مع آخرين، وأن الأخبار عن إجبار النادي له على المشاركة غير صحيحة.
غياب عن الكلاسيكو
ظهر جانب آخر من غضب فليك حين اعترض على الوقت بدل الضائع أمام جيرونا وتعرض للطرد، وهو ما سينعكس عليه غيابًا من مقاعد البدلاء في الكلاسيكو المقبل في سانتياجو برنابيو.
وبعد هدف أراوخو في اللحظات الأخيرة احتفل وهو يلوّح بإصبع التحذير، ثم شرح لاحقًا أن التوتر كان وراء المشهد وأن كرة القدم تدور حول العواطف وليست موجهة ضد أحد.
لم يعد فليك ذلك الرجل الهادئ الذي يلتزم بالصمت أمام الميكروفون، بل ظهر كمدرب جديد أكثر عفوية وجرأة، فكان موسمه الأول في الدوري الإسباني كفاصل يحوّل صورة المدرب إلى نموذج أكثر إثارة للجدل والإنسانية في آن واحد.
