طرح لقاح كابوتيجرافير طويل المفعول للوقاية من الإيدز في المملكة المتحدة
تطرح هيئة الخدمات الصحية الوطنية لقاحًا ثوريًا يمنع إصابة الأشخاص بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، عبر حقنة طويلة الأمد تُعطى كل شهرين، وسيكون متاحًا في عيادات الصحة الجنسية في إنجلترا وويلز خلال الأشهر المقبلة بعد موافقة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE).
يعمل كابوتيجرافير، المعروف بـ CAB-LA، عن طريق تعطيل الإنزيم الذي يحتاجه الفيروس لنسخ ذاته داخل الجسم، مما يمنعه من التكاثر والسيطرة إذا تعرض الشخص له. وعلى النقيض من أقراص الوقاية من الإيدز يوميًا المعروفة باسم PrEP، يتطلب العلاج الجديد حقنة كل شهرين تُدار بواسطة أخصائي رعاية صحية، وسيُقدم لنحو ألف شخص سنويًا ممن لا يستطيعون تناول الوقاية عن طريق الفم بسبب ظروف طبية أو صعوبات في البلع أو ظروف معيشة غير مستقرة.
وقالت هيلين نايت، مديرة تقييم الأدوية في المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، إن فيروس نقص المناعة البشرية يظل تحديًا صحيًا جسيمًا، لكن لدينا الآن أدوات قوية للوقاية من الإصابات الجديدة.
وتشير التقارير إلى أن اللقاح CAB-LA يمثل خيارًا طويل المفعول للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وهو ما يمنح أملًا جديدًا في القضاء على الفيروس خلال خمس سنوات.
وأوضحت الأنباء أن نحو ألف شخص في إنجلترا لا يستطيعون الاعتماد على PrEP الفموي يوميًا بسبب موانع طبية أو صعوبات في الالتزام بالجرعات، ومن ثم يوفر هذا الحقن خيارًا فعالًا لهم.
وقال الدكتور مايكل برادي، المستشار الوطني لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، إن هذه الحقنة طويلة المفعول تشكل إضافة مهمة لاستراتيجيات الوقاية من الإيدز، وتمنح خيارًا قويًا للأشخاص المعرضين للخطر الذين لا يستطيعون الحصول على الوقاية الفموية قبل التعرض.
إشاد وزير الصحة ويس ستريتينغ بالموافقة ووصفها بأنها “تغيير جذري”، مضيفًا أنها تعطي أملًا للأشخاص المعرضين للخطر غير القادرين على استخدام وسائل أخرى للوقاية من الإيدز.
وأشار الوزير إلى أننا نحقق تقدمًا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وأن استخدام الوقاية قبل التعرض ارتفع بنسبة 8% هذا العام، مؤكدًا أن إنجلترا ستكون أول دولة تقضي على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2030.
وقد استفاد أكثر من 111 ألف شخص من خدمات الوقاية قبل التعرض في عيادات الصحة الجنسية في عام 2024، بارتفاع يقارب 7% عن العام السابق، وفق وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.
وتوضح التطورات أن فيروس نقص المناعة البشرية يهاجم الجهاز المناعي، وإن ترك دون علاج قد يسبب مرضًا خطيرًا، لكن الأدوية الحديثة تقمع الفيروس بشكل يجعلها غير قابلة للكشف، وبالتالي لا ينتقل.
ويمثل الإطلاق أيضًا توسيعًا كبيرًا في فحص فيروس نقص المناعة البشرية في أقسام الطوارئ، إذ تقيم 89 مستشفى فحص جميع المرضى الذين يخضعون لاختبارات الدم في المناطق ذات الانتشار المرتفع، مع توقع تحديد نحو 1900 حالة جديدة أو جاهلة سابقًا سنويًا.
وتعد هذه خطوة مهمة نحو هدف NHS بأن تصبح أول خدمة صحية في العالم تقضي على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2030.
ورحبت الجمعيات الخيرية باللقاح الجديد ووصفته بأنه خطوة حيوية في معالجة أوجه عدم المساواة. وأكد ريتشارد أنجيل، الرئيس التنفيذي لمؤسسة تيرينس هيجينز، أن حقن الوقاية قبل التعرض ستحدث تحوّلًا جذريًا في استجابتنا للإيدز، مع إمكانية الوصول إلى من لا يحصلون الآن على الوقاية.
وتُصنّع دواء كابوتيجرافير بواسطة شركة ViiV Healthcare في بارنارد كاسل بمقاطعة دورهام. وقالت جولي جاست، المديرة العامة لشركة ViiV Healthcare في المملكة المتحدة، إن كابوتيجرافير خيار أول ووحيد طويل الأمد للوقاية من التعرض في المملكة المتحدة، وهو يوفر بديلًا يساعد الناس في البقاء محميين.
