Home الفن والمنوعات من تحليل سلوكك إلى قراءة أفكارك، كيف يخترق الذكاء الاصطناعى خصوصيتك بسهولة

من تحليل سلوكك إلى قراءة أفكارك، كيف يخترق الذكاء الاصطناعى خصوصيتك بسهولة

0
من تحليل سلوكك إلى قراءة أفكارك، كيف يخترق الذكاء الاصطناعى خصوصيتك بسهولة

خصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي

تتسارع التطورات في الذكاء الاصطناعي لتكشف عن جوانب لم يتخيلها البشر، فتصبح الخوارزميات تعرف عنك أكثر مما تعرفه أنت عن نفسك. من تحليل نبرة صوتك لتحديد حالتك المزاجية إلى قراءة تعابير وجهك لاستنتاج نواياك، وتتبع تفاعلاتك الرقمية لفهم ميولك ورغباتك، أصبح الإنسان محاطاً بعين لا تنام تحللك أكثر مما تراقبك.

لم تعد الخصوصية مجرد صور أو بيانات، بل صارت مرتبطة بما يجرى داخل الإنسان نفسه. تسعى الخوارزميات إلى سبر أغوار المشاعر والدوافع وربما الأفكار نفسها، عبر تقنيات تحليل المشاعر التي تقيس تعابير الوجه واتساع الحدقة ونبرة الصوت وإيقاع التنفس لتقدير الحالة العاطفية في العمل أو المدرسة أو أمام الهاتف.

توفر أنظمة تحليل المشاعر تطبيقات في مجالات الموارد البشرية والتعليم والتسويق وحتى الأمن، لكنها تقيس الحالة النفسية اللحظية أكثر من سلوك الشخص أو مؤهلاته، ما يثير أسئلة حول العدالة والشفافية.

في سوق العمل ظهر أن شركات تستخدم تحليل تعابير الوجه خلال المقابلات المسجّلة لتقدير مدى الحماس أو الصدق أو القدرات القيادية، وهو استخدام أثار جدلاً وانتقادات باعتباره شكلاً من التمييز الخوارزمي وتراجع الحقوق الفردية.

وفي الصين، أُشيع استخدام برامج تحليل المشاعر في المدارس لقياس الانتباه عبر تتبّع النظرات والتعابير، وهو أمر لاقى انتقادات واسعة بسبب مخاطر انتهاك الخصوصية وتحويل التعليم إلى تجربة مراقبة مستمرة.

أما خطوة قراءة العقول فكانت أكثر إثارة للجدل، إذ تحدث باحثون عن محاولات لفك تشفير الأفكار من إشارات الدماغ وتحويلها إلى نصوص بمعنى عام من خلال تسجيلات الدماغ وتحليلها وربطها بنموذج لغوي يحول الإشارات إلى جمل معبرة عن ما يفكر فيه الشخص في لحظته.

في اليابان طور باحثون نظاماً يولد صوراً مطابقة لما يرى الشخص بناءً على نشاط دماغه، وتقدمت مبادرات أخرى لتواصل مباشر بين الدماغ والحاسوب عبر رقائق دماغية، ما يثير أسئلة حول خصوصية الوعي وحدود قراءة الأفكار.

الأطر القانونية والأخلاقية

اتخذت الجهات الدولية خطوات لإيجاد حدود لهذا الواقع، فاعتمد الاتحاد الأوروبي في 2024 قانون الذكاء الاصطناعي (AI Act) المصنف التطبيق إلى فئات حسب درجة الخطورة، ويرفض أنظمة المراقبة العاطفية أو الذهنية التي قد تفسد حرية الإنسان، كما يلزم الشفافية في تدريب النماذج ومصادر البيانات وإمكانية تفسير قرارات الخوارزميات في مجالات مثل التوظيف والائتمان والرعاية الصحية.

وتفرض القوانين الأوروبية غرامات كبيرة تصل إلى 35 مليون يورو أو 7% من الإيرادات السنوية العالمية للشركات المخالفة، في إطار سعيها لتحقيق “ذكاء اصطناعي موثوق” يقوم على القيم والشفافية، مع تحذير من أن قراءة العقول قد تتحول إلى أداة مراقبة لا يمكن السيطرة عليها إذا أُسيء استخدامها.

spot_img

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here