المناعة في موسم البرد
تدخل فصول البرد وتزداد الرطوبة وتغلق النوافذ في الأماكن المغلقة، ما يهيئ بيئة مناسبة لانتقال الفيروسات وتزداد نزلات البرد والإنفلونزا وتظهر حالات التهابات تنفسي لدى بعض الأطفال.
ولأن الوقاية خير من العلاج، شددت الدكتورة نهال الرفاعي، أستاذة طب الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة، على أهمية رفع مناعة الأطفال باتباع عدد من الإرشادات اليومية البسيطة التي تقي من الأمراض وتساعد الجسم على مقاومة العدوى بشكل طبيعي.
النظافة أول خطوط الدفاع
أكدت الدكتورة نهال أن النظافة اليومية، خصوصاً نظافة الأيدي والوجه، هي الوسيلة الأهم لحماية الطفل من انتقال العدوى. يجب تعويد الطفل على غسل يديه جيداً بالماء والصابون عند العودة من المدرسة أو اللعب في الخارج، وبعد لمس الأسطح أو مشاركة الأدوات مع الآخرين.
كما شددت على أن استخدام المعقمات لا يغني عن الغسيل الجيد بالماء والصابون، وأن المبالغة في التعقيم ليست ضرورية؛ المهم الانتظام والالتزام بالعادات الصحية الأساسية.
الماء… سلاح بسيط ومهم
شرب الماء بكمية كافية طوال اليوم يساعد على ترطيب الجسم والحفاظ على كفاءة الجهاز المناعي. الجفاف يضعف المقاومة، لذلك يجب تذكير الأطفال بالشرب حتى في الأيام الباردة التي تقل فيها الرغبة في الشرب.
فيتامين د… أشعة الشمس على المائدة
يعتبر فيتامين د أساسياً لتقوية المناعة، خاصة خلال الشتاء حين تقل أشعة الشمس. يمكن تعويض نقصه عبر الأطعمة الغنية به مثل الأسماك الدهنية (السردين)، والبيض، والحليب والكبدة.
فيتامين ج… درع الحماية الطبيعي
أما فيتامين ج فيُعد من أهم مضادات الأكسدة التي تقي الجسم من الفيروسات. من مصادره الطبيعية البرتقال واليوسفي والجوافة والفلفل الأحمر والكيوي. تناول هذه الفواكه والخضروات الطازجة يوميًا يساعد على تقوية جهاز المناعة وتحسين امتصاص الحديد من الطعام، مما يزيد من حيوية الطفل ونشاطه.
المشروبات الدافئة أفضل من الغازية
شرب السوائل الدافئة يروّي الحلق ويمنع جفاف الأغشية المخاطية التي تشكل خط الدفاع الأول ضد العدوى. ينصح بتقديم مشروبات مثل اليانسون، والكاموميل، والحليب الدافئ، مع الابتعاد تمامًا عن المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة.
السكر عدو المناعة
الإفراط في تناول الحلوى والمشروبات السكرية يضعف قدرة الجهاز المناعي، لأن السكر يثبط عمل خلايا الدم البيضاء المقاومة للجراثيم. يفضل استبدال الحلوى المصنعة بحلوى منزلية بسيطة تحتوي على كميات قليلة من السكر أو فواكه طبيعية.
اختيار الملابس وفق حالة الطقس
لا تثبت الأم عدد طبقات الملابس بلا اعتبار لتغيّر الجو خلال اليوم، ما قد يسبب إصابة الطفل بنزلة برد نتيجة التعرّق الزائد أو البرودة المفاجئة. المهم ملاءمة اللبس للجو الفعلي، بحيث يمكن للطفل خلع طبقة أو ارتداءها بسهولة بحسب الحرارة.
الحركة تساوي مناعة قوية
أكدت الرفاعي أن ممارسة الرياضة بانتظام—حتى ساعة يوميًا—تُنشّط الدورة الدموية وتقوّي العضلات وتزيد المناعة الطبيعية. يمكن اختيار نشاط بسيط يناسب عمر الطفل مثل السباحة أو كرة القدم أو المشي السريع، المهم الاستمرار في الحركة.
تجنّب أماكن العدوى
من الضروري تعليم الطفل عدم الاختلاط بزملائه المرضى داخل الفصل أو الأماكن المغلقة، وارتداء كمامة في حال وجود زكام أو سعال. وإذا كان الطفل مريضًا فعلاً، يُفضل بقاؤه في المنزل يومين على الأقل لتجنّب نقل العدوى وللسماح للجسم بالراحة.
الراحة والنوم الكافي
النوم المبكر ولساعات كافية من العوامل الأساسية في تقوية المناعة. النوم أقل من ثماني ساعات يوميًا يؤثر سلبًا على مقاومة الجسم، لذلك نُنظم مواعيد النوم ونبتعد عن الشاشات قبل النوم بساعة لضمان نوم هادئ وعميق.
التطعيمات والغذاء المتوازن
تشدد أستاذة طب الأطفال على ضرورة الالتزام بجميع التطعيمات الأساسية والإضافية في مواعيدها المحددة، فهي حماية فعالة ضد أمراض خطيرة. كما تُنصح بتقديم وجبات متوازنة تحتوي البروتين والخضروات والفواكه الطازجة، والحرص على التنويع في الغذاء اليومي لضمان حصول الجهاز المناعي على الفيتامينات والمعادن الكافية.
نصائح إضافية لتعزيز المناعة
تهوية المنزل والفصول الدراسية بانتظام لتجديد الهواء. تجنب التدخين نهائيًا في محيط الطفل. الاهتمام بنظافة ألعاب الأطفال وغسلها دوريًا. امنح الطفل وقتًا كافيًا للراحة النفسية واللعب؛ فالتوتر يُضعف المناعة.
