ذات صلة

اخبار متفرقة

ويندوز 11 يحصل على أكبر تحديث للذكاء الاصطناعي في عام 2025 مع دمج Copilot بشكل كامل

تحديث Windows 11 يدمج Copilot بشكل أعمق داخل النظام تعلن...

مع انخفاض الحرارة: وصفة متكاملة للأم لحماية طفلها من العدوى والأمراض

اعتنِ بصحة الأطفال خاصة مع تقلبات الطقس وانخفاض درجات...

مفاجأة علمية: هل تحمل بكتيريا الأمعاء مفتاحاً لعلاج فقر الدم المنجلي؟

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين بكتيريا...

الفيلر القاتل: كيف تؤدي وسائل التجميل المغشوشة إلى مضاعفات خطيرة

تتصدر عناوين الحوادث المرتبطة بحقن التجميل في الآونة الأخيرة اتهامات تطال طبيب تجميل شهير بتسببه في وفاة شابة أثناء جلسة حقن قبل زفافها بأيام في مركز راقٍ بالتجمع الخامس، وهو ما أعاد إلى الواجهة ملف “ضحايا التجميل” الذي يرفع أصحابه شعار الجمال ويخفون وراءه تجارة بالمظهر والحياة.

أما القصة الأكثر إيلامًا فكانت إسراء كرم، عروس حلوان، التي لم تتجاوز الخامسة والعشرين. ذهبت إلى مركز تجميل صغير لإجراء تعديل بسيط قبل زفافها بأيام، لكن الجلسة تحولت إلى كارثة، فبعد دقائق من الحقن فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة، وتبين أن المادة مغشوشة وأن المكان بلا ترخيص، فاضت الحياة بعدها بأيام.

النصب باسم التجميل

تقول الدكتورة رضوى عراقي، أخصائية الأمراض الجلدية بجامعة شبين الكوم، إن ما يحدث اليوم تحت مسمى “الحقن التجميلي” لم يعد طبًا، بل فوضى تجارية خطيرة. وتشير إلى أن انتشار الفيلر والبوتوكس المغشوش أصبح ظاهرة واسعة، تغذيها الرغبة في الربح السريع، سواء من بعض الأطباء أو من أشخاص لا علاقة لهم بالطب أصلًا.

تشرح رضوى أن هناك موجة جديدة من الغش في عالم التجميل تبدأ من “العبوة المزيفة”، فالكثير من المواد تُعبأ في علب أصلية مستعملة أو تُحقن داخل سرنجات بلا تعقيم، وبينما لا يعلم أحد ما بداخلها فعليًا، هي مواد مجهولة المصدر والتركيب، تشبه الفيلر الحقيقي في القوام لكنها في الحقيقة مزيج من مواد كيميائية خطيرة، وبعضها مخصص للأغراض الصناعية.

وتحذر من أن هذه المواد الرخيصة قد تفتك بالجلد أو الأعصاب في دقائق. أخطر ما فيها أنها لا تقتل فورًا، لكنها تترك آثارًا مستديمة مثل كتلات صلبة وتشوهات في الوجه، انسدادًا للأوردة الدقيقة في الجلد مما يسبب التليف، فقدان الإحساس، حساسية حادة قد تصل إلى الاختناق، واختفاء الملامح الطبيعية واستحالة الإصلاح لاحقًا.

أما البوتوكس المغشوش، فتؤكد أنه ليس أقل خطرًا، إذ غالبًا ما يكون منتهي الصلاحية أو مقلدًا. وقد يؤدي إلى شلل في عضلات الوجه أو ظهور بقع داكنة أو حتى غرغرينا في أماكن الحقن. تقول رضوى بوضوح: “ما يُحقن اليوم في وجوه النساء خارج العيادات المعتمدة لا يختلف عن السم، الفرق فقط في الزمن الذي يحتاجه ليُظهر أثره”.

التجميل الزائف.. بين وهم السرعة وحقيقة الخطر

فكرة “التجميل السريع” جعلت كثيرين يعتقدون أن الإبرة ليست علاجًا بل روتين عناية، وهو ما جعل السوق يغرق في عروض مغرية: “خصم 70% على الفيلر الأوروبي، أو جلسة بوتوكس مجانية عند حجز باقة”. هذه الإعلانات التي تملأ وسائل التواصل تخفي وراءها فوضى كبيرة، بحسب ما جاء في تقرير طبي موسع.

يشرح التقرير أن حقن تحفيز الكولاجين، مثلها مثل أي إجراء تجميلي، ليست بلا مخاطر، فالهدف منها هو إعادة شباب البشرة عبر تنشيط إنتاج الكولاجين الطبيعي، لكنها قد تسبب التهابات داخلية وتورمًا دائمًا إن لم تُحقن بطريقة صحيحة.

ويضيف التقرير أن التورم أو الاحمرار بعد الجلسة يُعد طبيعيًا، لكن الخطر الحقيقي يظهر عند إهمال التعقيم أو استخدام مواد مجهولة. في بعض الحالات، تسبب الحقن انسدادًا في الأوعية الدموية الدقيقة، ما يؤدي إلى نزيف تحت الجلد أو موت خلايا الوجه، وهي مضاعفات قد تحتاج إلى جراحة فورية لإنقاذ المريض. حتى الحالات التي ينجح فيها الإجراء مبدئيًا، لا تكون آمنة بالكامل، لأن الحقن يحتاج إلى التكرار للحفاظ على النتيجة، ومع تكرار الجلسات تضعف مرونة الجلد ويبدأ في الشيخوخة المبكرة.

مراكز التجميل.. النصب باسم الجمال

تتفق آراء الأطباء على أن السبب الجذري للمشكلة ليس في الفيلر نفسه، بل في من يقدمونه. الأسعار المنخفضة والإعلانات المضللة جذبت كثيرين، خاصة المراهقات، اللواتي لا يدركن أن مجرد دخول مادة غير طبية إلى الوجه قد يؤدي إلى تلف دائم.

يشير أطباء الجلد إلى أن كثيرًا من هؤلاء “الخبراء” الذين يروجون لخبراتهم عبر مواقع التواصل لم يتلقوا تدريبًا طبيًا حقيقيًا، بل يعتمدون على فيديوهات قصيرة لا علاقة لها بالعلم أو بتشريح الوجه. النتيجة: تشوهات، نزيف وموت في بعض الحالات.

حقائق خطيرة عن الفيلر والبوتوكس

توضح تقارير من مصادر طبية أن حقن التجميل ليست “إجراءات تجميلية بسيطة” كما يُشاع. فـحقن تعزيز البشرة يعتمد على حمض الهيالورونيك الذي يمنح ترطيبًا طويل الأمد ويحسن مرونة الجلد ومظهره، لكنه قد يسبب كدمات وتكتلات وعدوى إذا لم تُجرَ بتعقيم جيد.

أما البوتوكس فهو مستخلص من سم البوتولينوم الذي يرخّي العضلات المسببة للتجاعيد، وتستمر نتائجه عادة بين 3 و6 أشهر، ولكنه قد يسبب صداعًا، أو تدلي الجفن، أو فقدانًا للتناسق في تعبيرات الوجه. أما الفيلر فهو يستخدم لملء التجاويف وإعادة الحجم إلى الخدين أو الشفتين، لكنه يحمل خطرًا نادرًا وخطيرًا هو الانسداد الوعائي الذي يوقف تدفق الدم عن خلايا الوجه، ما يؤدي إلى تلف دائم للأنسجة.

كيف نحمي أنفسنا من الفيلر القاتل؟

يبدأ الحماية من الوعي كخط الدفاع الأول، فالمريض هو خط الدفاع الأول. لا بد من اختيار طبيب متخصص في الجلدية أو جراحة التجميل وذو ترخيص واضح، ورفض العروض المشبوهة مهما كانت مغرية. يجب التحقق من العبوة ومصدر المادة قبل الحقن، والالتزام بتعليمات ما بعد الجلسة وعدم الاستهانة بالأعراض البسيطة.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على