يؤكد العلم أن السهر المستمر والعمل الطويل ليس علامة على النشاط بل يعطل الأداء ويترك الجسم معرضًا لاضطرابات تمتد من الدماغ إلى المناعة، حيث تلتزم الدورة اليومية بين اليقظة والراحة بنظام دقيق يحتاجه الجسم ليعمل بكفاءة.
تُظهر الدراسات أن النوم ليس مجرد وقت للراحة بل عملية حيوية تتيح للجسم إصلاح الأنسجة وتنظيم الهرمونات والحفاظ على توازن الكيمياء الداخلية؛ وعندما يُنتزع هذا الدور باستمرار، تترتب آثارها على شكل أمراض مزمنة يصعب تجاهلها.
تدهور الأداء الذهني وتراجع الذاكرة
يحتاج الدماغ للنوم العميق ليعيد ترتيب المعلومات ويحافظ على ذاكرة مستقرة، فالحرمان من هذه المرحلة يضعف التركيز والتعلم ويزيد النسيان، كما تشير أبحاث عديدة إلى أن قلة النوم على المدى الطويل قد تُسرّع تدهور القدرات الإدراكية.
اضطراب الجهاز الهرموني وزيادة الوزن
يُعطل نقص النوم توازن هرمونات الجوع والشبع، فيرتفع هرمون الجوع وتقل مستويات الشبع، ما يدفع إلى تناول كميات أكبر من الطعام دون وعي؛ وهذا الخلل مع انخفاض معدل الحرق الليلي يؤدي تدريجيًا إلى زيادة الوزن والسمنة.
خلل في سكر الدم ومخاطر السكري
قلة النوم تُضعف استجابة الجسم للإنسولين، وهو الهرمون المنظم لمستوى السكر في الدم، ومع مرور الوقت يصبح الجسم أقل قدرة على التعامل مع الجلوكوز، مما يزيد احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ارتفاع ضغط الدم والإجهاد القلبي
النوم يمنح القلب فرصة للراحة، فعند النوم ينخفض الضغط ومعدل النبض، أما السهر المستمر فيبقي الجهاز العصبي في حالة تنبيه دائم مما يرفع ضغط الدم ويجهد عضلة القلب؛ وتُشير دراسات واسعة إلى أن قلة النوم لخمسة ساعات يوميًا ترتبط بارتفاع مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ضعف الجهاز المناعي وسهولة العدوى
الجهاز المناعي يعتمد على النوم لإنتاج الخلايا الدفاعية والأجسام المضادة، وعند تقليل ساعات النوم يقل تعزيز المقاومة للفيروسات والبكتيريا، فيصبح الجسم أكثر عرضة للعدوى المتكررة مثل نزلات البرد والإنفلونزا، كما تشير بعض الدراسات إلى أن فعالية اللقاحات تقل عند من يعانون من قلة النوم.
