أعلن فريق من علماء الفلك عن رصد أصغر كتلة معروفة حتى الآن من المادة المظلمة، وتُقدَّر كتلتها بنحو مليون كتلة شمسية وتُعَد نقية من أي إشعاع ضوئي.
تقع هذه الكتلة على مسافة تقارب عشر مليارات سنة ضوئية من الأرض، واُكتشفت عبر انحناء بسيط في ما يُعرف بحلقة آينشتاين الناتجة عن العدسة الجاذبية المحيطة بمجرة بعيدة.
كيف تكشف العدسة الجاذبية الكتلة المظلمة
باعتماد شبكة عالمية من التلسكوبات الراديوية وخوارزميات تحليل متقدمة، رسم الباحثون خريطة دقيقة للجاذبية داخل الحلقة، فظهر تشوّه ضئيل في الإشعاع الراديوي يعادل نحو مليون كتلة شمسية، وهو أخف بنحو مئة مرة من أصغر الأجسام رُصدت بهذا الأسلوب سابقاً.
ويُعتقد أن هذا الجسم لا يمكن أن يكون مجرّة صغيرة أو عنقوداً نجميّاً، بسبب غياب أي إشعاع ضوئي، وهو ما يعزز فرضية أنه كتلة من المادة المظلمة الباردة المكوّنة من جسيمات تتجمّع في تجمعات صغيرة بلا نجوم.
وتعتبر هذه النتائج خطوة مهمة في اختبار نماذج المادة المظلمة الحديثة التي تتوقع وجود كتل صغيرة في أنحاء الكون، وتشرح كيف تشكلت المجرات الأولى في العصور المبكرة للكون.
ويأمل العلماء في استمرار الرصد باستخدام تلسكوبات أكثر دقة للكشف عن مزيد من هذه التجمعات الصغيرة، وهو ما يساعد في حل أحد أكبر الألغاز في الفيزياء الكونية: ماهية المادة المظلمة التي تشكل نحو 85% من كتلة الكون لكنها تبقى غير مرئية.
