تفويض رئاسي سري وتداعياته المحتملة في فنزويلا والكاريبي
كشفَت مصادر أمريكية أن تفويضاً رئاسياً سرياً أصدرته إدارة ترامب يخول CIA تنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا ومنطقة الكاريبي.
تكشف الوثيقة السرية التي اطلعت عليها نيويورك تايمز صلاحيات واسعة تشمل عمليات قتالية بشكل منفرد أو بالتنسيق مع عمليات عسكرية أمريكية أشمل.
وتعد هذه القرارات من أكثر أدوات السلطة التنفيذية حساسية في السياسة الخارجية الأمريكية.
التزامن مع ذلك أشار المصدر إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تضع خططاً لخيارات عسكرية متقدمة داخل الأراضي الفنزويلية في حال تم طلب تنفيذها من الرئيس.
وتشير المعلومات إلى وجود نحو 10 آلاف جندي أمريكي منتشرين في منطقة الكاريبي، معظمهم في قواعد بورتوريكو، إلى جانب وحدة من مشاة البحرية على متن سفن هجومية، وثمانية سفن حربية وغواصة ضمن الأسطول البحري.
ويأتي هذا التحرك العسكري بعد إعلان ترامب إنهاء المفاوضات الدبلوماسية مع حكومة مادورو، بسبب إصراره على البقاء في السلطة، ورفضه الاتهامات الأمريكية المتعلقة بتورط كبار مسؤولي فنزويلا في تجارة المخدرات.
سبق أن عرضت الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو وإدانته.
وتملك وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) سجلًا طويلًا من التدخلات السرية في أمريكا اللاتينية، من انقلاب غواتيمالا عام 1954، وغزو خليج الخنازير في كوبا عام 1961، وانقلاب تشيلي عام 1973، إضافة إلى تدخلات أخرى في البرازيل ونيكاراغوا.
وتُشار إلى أن وثائق التفويض الرئاسي تعد من الملفات شديدة السرية، ويطلع عليها عدد محدود من أعضاء الكونغرس، فيما تظل الرقابة التشريعية على تلك العمليات محدودة للغاية.
ومن جانبه، وصف ماركو روبيو حكومة مادورو بأنها “غير شرعية”، فيما تصفها الإدارة الأمريكية بأنها “إرهابية ترتبط بعصابات المخدرات”.
وتشير بعض التقارير الاستخباراتية إلى وجود تضارب في تقييم الأدلة المتعلقة بسيطرة مادورو على عصابات إجرامية أو تورطه المباشر في شبكات تهريب المخدرات.
ولم تعلن CIA عن أي تفاصيل لخطط ميدانية محددة في فنزويلا، كما لم يتضح إن كانت الصلاحيات الممنوحة تهدف لتحرك فوري، أم أنها إجراء احتياطي للطوارئ.
ورفض كل من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات التعليق على ما ورد في التقرير، بحسب نيويورك تايمز.
