ختام الحدث والتتويج ودلالاته
اختُتم مساء يوم الخميس الموافق 9 أكتوبر 2025م هاكاثون الابتكار ضمن جائزة مايدة محي الدين ناظر للابتكار في دورتها الثالثة، الذي استضافته جامعة دار الحكمة، واستهدف دعم واستقطاب طالبات مرحلتي البكالوريوس والماجستير ممن يمثلن العقول المبدعة في الجامعات السعودية.
وجسدت هذه النسخة من الجائزة حدثًا مميزًا يعزز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال لدى السواعد الوطنية الشابة، ويؤكد تكامل الأدوار بين شركاء الهاكاثون، وهم: الراعي الرسمي مؤسسة صالح كامل الإنسانية، والشريك الإستراتيجي هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، والشريك الأكاديمي جامعة دار الحكمة والشركة المنظمة شركة وادي مكة للتقنية.
واستمرت خمسة أيام من ورش العمل والجلسات الاستشارية والبرامج التدريبية، حيث شاركت 134 طالبة من 19 جامعة من مختلف مناطق المملكة ضمن 40 فريقًا، قدّمت 40 فكرة مشروع ابتكاري ضمن المسارات الثلاثة: إحياء اللغة العربية بحلول رقمية مبتكرة، وتحسين جودة الحياة لكبار السن والمكفوفين، وتطوير كفاءة العاملين في قطاع السياحة الدينية (الحج والعمرة).
وفي اليوم الختامي، أعلنت لجنة التحكيم عن الفرق الفائزة في هاكاثون الابتكار، فاز فريق “شِعري” من جامعة جدة بالمركز الأول ضمن مسار إحياء اللغة العربية بحلول رقمية مبتكرة، وتقوم فكرته على تطوير تطبيق يقدم رحلة افتراضية تمكّن المستخدم من العيش داخل القصيدة عبر تجربة غامرة توظف الصور والأصوات ليحيا الشاعر وكلماته بكل الحواس، جامعًا بين جماليات التراث وروح الابتكار لإحياء الشعر العربي وتقريبه من الجيل الجديد.
كما فاز فريق “طويق” من جامعة حفر الباطن بالمركز الثاني ضمن مسار تحسين جودة الحياة لكبار السن والمكفوفين، من خلال ابتكار يهدف إلى الوقاية من تقرّحات الفراش وتحسين جودة حياة المرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بتقليل معاناتهم وتخفيف عبء الممرضين في المستشفيات ودور الرعاية والمنازل.
أما فريق “Seed Sparks” من جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل وجامعة أم القرى، فقد نال المركز الثالث ضمن مسار تطوير كفاءة العاملين في قطاع السياحة الدينية (الحج والعمرة)، عن مشروع مبتكر يحوّل مخلفات القهوة ونواة التمر إلى مكوّن طبيعي فعال في الوقاية من أشعة الشمس، يجمع بين ترطيب البشرة وتجديدها وحمايتها، ليخدم العاملين في الحج والعمرة بتكلفة منخفضة، معززًا مفهوم الاستدامة بتحويل المخلفات إلى منتجات عالية القيمة تواكب رؤية المملكة 2030.
كما حصل فريق “سراج” من جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة جدة على جائزة تصويت الجمهور ضمن مسار إحياء اللغة العربية بحلول رقمية مبتكرة، عن فكرة تطبيق ذكي يجمع بين الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتعليم اللغة العربية للمسلمين الجدد وربطها بأساسيات الدين بطرق تفاعلية، مع خاصية التصحيح الفوري للنطق والكتابة، ونموذج “Pay-it-Forward” الذي يجعل من التعلّم صدقة جارية رقمية تعكس رسالة المملكة وقيمها عالميًا.
بلغت القيمة الإجمالية للجوائز أكثر من 200,000 ريال سعودي، دعمًا للمشاريع الفائزة وتمكينًا لها من النمو لتصبح حلولًا عملية تُساهم في تطوير بيئة مستدامة.
وانطلاقًا من حرصها على استمرارية الأثر وتمكين الابتكارات الفائزة، ستُتم التنسيق مع الفرق الفائزة لمرحلة الاحتضان من قبل معمل “كود” التابع لجامعة دار الحكمة ومراكز الابتكار التابعة للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، بما يحقق استكمال مسيرة الابتكار وتحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، تعزّز مسيرة الابتكار الوطني.
وقد عكست الأفكار المطروحة إبداعًا وطموحًا في كوادر وطنية من المبتكرات، وسعيهنّ للمساهمة في تحقيق طموحات رؤية المملكة 2030 من خلال حلول مبتكرة ومستدامة قادرة على إحداث أثر إيجابي في المجتمع.
