تقطع البصل فتبدأ الدموع بالانهمار نتيجة تفاعل كيميائي يحدث داخل خلاياه عند القطع. ليست هذه الظاهرة مرتبطة بمشاعرك أو حالتك النفسية، بل لها سبب علمي دقيق: عند التقطيع تتحطم الخلايا وتُطلق مركبات كيميائية مهيجة تهاجم العينين وتثيرها، وتكون النتيجة بكاءً غير مرتبط بالحالة العاطفية.
المركبات المسببة للدموع
توضح الخلفية العلمية أن الكبريت هو العنصر الأساسي المستخدم في دفاع البصل. أثناء نموه يمتص الكبريت من التربة ويخزنه في أربع مركبات كيميائية مخزَّنة في سوائل الخلية، بينما يخزن الإنزيم المسؤول عن تفعيل هذه الذخائر في فجوة منفصلة داخل الخلية. عند تقطيع البصل تتحطم الخلايا ويتفاعل الإنزيم مع هذه الذخائر مكوِّناً مركبات كبريتية نفاذة الرائحة تثير الأعصاب في العينين والأنف، وتنتشر في الهواء حتى تصل إلى العينين وتهاجم النهايات العصبية. ثم تتحلل هذه المركبات إلى مركبات مثل كبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت وحمض الكبريتيك، مما يسبب الإحساس بالحرقة والدموع.
نصائح لتقليل الدموع عند تقطيع البصل
استخدم سكيناً حاداً جدًا؛ فالقطع الأكثر نظافة يقلل كمية المركبات الكبريتية المنبعثة في الهواء، وإن كان ذلك لا يمنع الدموع تماماً ولكنه يقللها كثيراً. برد البصل في الثلاجة مدة ساعة قبل التقطيع يساعد على تقليل تطاير المركبات المهيجة، مع التنبيه إلى عدم تخزين البصل كاملًا في الثلاجة لفترات طويلة كي لا يصبح طرياً بسبب الرطوبة. توفر تهوية جيدة يقلل من وصول الغازات إلى عينيك والأنف، فوجود مروحة موجهة بعيداً عنك أفضل من شفاط المطبخ التقليدي لأنه يطرد الغازات بسرعة أكبر. ارتدِ نظارات واقية أثناء التقطيع، فحتى النظارات الطبية أو الشمسية أو نظارات السباحة يمكن أن تُخفّف من وصول الغازات إلى عينيك.
