ذات صلة

اخبار متفرقة

جوجل تعدّل طريقة عرض نتائج البحث لتفادي غرامات بالمليارات من الاتحاد الأوروبي

تدرس الهيئات التنظيمية الأوروبية منذ مارس 2025 إمكان إجراء...

تطوير قرنية شفافة لتعزيز الرؤية لدى ذوي الإعاقة البصرية

يطوّر فريق من الباحثين في معهد إمبا للواجهات الحيوية...

تزداد مع تقلبات الجو.. اكتشف علاج الجيوب الأنفية

تنظيف الأنف تنظّف ممرّاتك الأنفية باستخدام أدوات غسل الأنف مثل...

الأمن البيئي يضبط شخصاً مخالفاً لرعيه في المحمية

ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة...

تعقيبا على خبر .. «الكهرباء»: عواصف مطرية شديدة تسببت في انقطاع الخدمة في الحرث (عناية علي كاملي)

أوضحت الشركة السعودية للكهرباء أن العواصف المطرية المصحوبة بعواصف...

قلق الفحص: اضطراب وخوف من التشخيص الطبي تخلص منه بخمس خطوات

يبدأ القلق من الفحص عادة بقلق بسيط وأعراض مبهمة لا تفسير واضحاً لها، ومع مرور الأيام يتحول الانتظار إلى عبء ثقيل، خاصة حين تتأخر النتائج أو تتعدد التشخيصات. هذه التجربة ليست نادرة، فكثيرون يعيشون ما يسمى بـ”قلق الفحص”، وهو توتر نفسي وذهني يرافق المريض أثناء انتظار معرفة سبب ما يشعر به.

ما هو قلق الفحص؟

يشير مصطلح “قلق الفحص” إلى حالة قلق مستمر يشعر بها الشخص حين ينتظر نتيجة اختبار طبي أو تشخيص لحالته. وتصف الأبحاث هذه الحالة بأنها مزيج من الخوف والترقب وعدم اليقين، ويمكن أن يمتد لأيام أو أسابيع. وتوضح الدراسات أن نسبة من يعانون من هذا القلق ترتفع عندما ينتظر المرضى نتائج فحص حساس، وقد تصل لدى بعض الحالات إلى نسب عالية تتجاوز 80٪ بين مرضى السرطان.

حين يصبح الانتظار أصعب من المرض

توضح الدكتورة كيت سويـني، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، أن الإنسان عندما ينتظر خبرًا طبيًا مهمًا يدخل في حالة “شلل مؤقت” يمنعه من اتخاذ خطوة عملية، لأن المجهول لا يمكن التنبؤ بنتائجه. وبمجرد صدور التشخيص، حتى وإن كان غير مطمئن، يشعر المريض بانفراج نسبي لأنه صار يملك وضوحاً يسمح له بالتصرف. كما أن الانتظار الطويل يستهلك الطاقة الذهنية والعاطفية، وقد يؤدي إلى اضطرابات في النوم أو الأكل، وربما إلى تراجع المناعة نتيجة الضغط النفسي المستمر.

الجانب الإيجابي للانتظار

رغم ثقل التجربة، يمكن أن يحمل الانتظار درساً في التكيف والمرونة. فبحسب موقع صحي متخصص في الصحة العقلية وجودة الحياة، يساعد قلق الفحص بعض الأشخاص على تطوير ما يعرف بالمرونة النفسية، وهي القدرة على التعامل مع المجهول بثبات. وتقول الدكتورة بيث راش، أخصائية علم النفس العصبي، إن هذه المرونة ليست وراثية بل تُكتسب من المواقف الصعبة وتصبح أقوى مع الممارسة. حين يتعلم المريض الصبر ويدرك أن القلق جزء من التجربة الطبيعية، يصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية دون أن ينهار نفسيًا.

كيف تُبنى المرونة أثناء انتظار التشخيص؟

ترى الدكتورة روزاليند دورلين أن بناء المرونة يبدأ عندما يواجه الإنسان الخوف بالوعي لا بالهرب. فالإقرار بوجود القلق هو خطوة أولى نحو تجاوزه، وتقدم استراتيجيات بسيطة تساعد على التكيّف مع فترات الانتظار الطبي الصعبة:

تغيير طريقة التفكير: لا تجعل الخوف المحور الوحيد في تفكيرك، بل كِّرر لنفسك بأن احتمالات الشفاء والعلاج في تطور مستمر، وأن معظم الحالات تُعالج بنجاح.

التحكم في ما يمكنك السيطرة عليه: بدلاً من انتظار النتائج وحدها، قدّم لنفسك أنشطة تُجهّزك لأي سيناريو، كتنظيم مواعيدك أو الاطلاع على خيارات العلاج المحتملة. وهذا يمنحك شعوراً بالقدرة لا العجز.

الانشغال الإيجابي: مارس نشاطاً يحافظ على حضورك هنا والآن، مثل القراءة أو الرسم أو الرياضة. حالة التدفق الناتجة عن التركيز الكامل في نشاط مُحبب تخفف من وطأة القلق.

تجنب البحث المفرط عن الأعراض: وصفه الباحثون بأنه “وقود للهلع”، إذ قد يغرقك بالسيناريوهات الكارثية ويبعدك عن واقعك.

الاستعانة بالدعم الاجتماعي: التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو مجموعات الدعم عبر الإنترنت يمنحك شعوراً بأنك لست وحيداً، وتخفف المشاركة والتعبير عن القلق من شدته.

من الخوف إلى النضج النفسي

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون مرونة أعلى يتعاملون مع الأمراض المزمنة بشكل أفضل وتقل لديهم مخاطر الاكتئاب مقارنة بغيرهم. فالقلق من الفحص، رغم قسوته، يمكن أن يتحول إلى تجربة تعزز وعي الجسد وتنمّي لديه مهارة الصمود، فليس ضعفًا، بل تمرين نفسي عميق على الثقة والقبول.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على