تظهر بقع جافة أو متقشرة خلف الأذن وأحيانًا في الحاجبين دون سبب واضح، مع حكة أحيانًا واحمرار بسيط أو تقشر دقيق في الجلد.
تُعد الإكزيما حالة جلدية شائعة تسبب جفافًا وتهيجًا مزمنًا، وتكون المناطق الحساسة مثل الأذن الخارجية والحاجبين أكثر عرضة لها لأنها رقيقة وتحتوي على عدد محدود من الغدد الدهنية، ما يجعلها تفقد الرطوبة بسرعة وتتعرض للتهيج نتيجة الاحتكاك المستمر مع أدوات الصوت أو غيرها من المواد.
لا تُعد الإكزيما معدية، لكنها تحتاج رعاية دقيقة لتفادي المضاعفات، خصوصًا حين تصيب مناطق حساسة. وتظهر في هذه المناطق غالبًا بنوعيْن رئيسيين: التهاب الجلد التأتبي والتهاب الجلد الدهني.
لماذا تصيب الإكزيما الأذن والحاجبين تحديداً؟
يكون الجلد في هذه المناطق رقيقًا وقليل الغدد الدهنية، ما يجعله سريع الجفاف وفاقدًا للرطوبة، كما أن التلامس المستمر مع أدوات الصوت قد يُهيِّجه. كما قد تُسبب تلامس المعادن مثل النيكل والكوبالت تفاعلًا تحسسيًا يؤدي إلى التهاب الجلد التماسي، وهو نوع من الإكزيما يظهر عند احتكاك الجلد بمادة مهيجة.
وتُعد العوامل التالية من أكثر المسببات شيوعًا: ارتداء مجوهرات مقلَّدة أو مطلية بمواد غير نقية، الاستخدام الطويل لسماعات الأذن أو سدادات السمع، جفاف الطقس أو الهواء البارد، وإهمال ترطيب الجلد حول الأذن.
كيف تظهر أعراض الإكزيما في الأذنين والحاجبين؟
تبدأ الأعراض عادة بحكة بسيطة أو قشور رفيعة، ثم يتحول اللون إلى الأحمر أو الرمادي الباهت، خصوصًا لدى أصحاب البشرة الداكنة. وقد تتطور الحالة إلى تشققات أو التهابات بكتيرية إذا تم خدش المنطقة بشكل مستمر. وتزداد الآلام عندما توجد جروح مفتوحة، لذا يُنصح بتجنب الحك أو الفرك القوي، وتختلف درجة الإصابة من شخص لآخر فبعض الحالات تظل محدودة بالحكة بينما يعاني آخرون من التهاب قد يمتد إلى قناة الأذن أو خلفها.
الفرق بين الإكزيما التأتبية والإكزيما الدهنية
التهاب الجلد التأتبي يحدث نتيجة نشاط مفرط لجهاز المناعة، ما يؤدي إلى جفاف شديد والتهاب مزمن في الجلد، وغالبًا ما يظهر لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية أو الربو.
التهاب الجلد الدهني يرتبط بزيادة إفراز الزيوت في الجلد أو بنمو فطر يعرف باسم Malassezia، ويعيش طبيعيًا على البشرة، وعندما يزداد نموه يتفاعل الجسم مسببًا تقشرًا دهنيًا يشبه القشرة ويظهر خلف الأذنين والحاجبين وفروة الرأس.
العلاج: من الترطيب إلى الدواء
تجنب المواد المثيرة للحساسية مثل الأقراط المقلِّدة أو الكريمات العطرية، فهو خطوة أساسية في الوقاية من تهيج البشرة.
الترطيب المنتظم باستخدام فازلين أو مرطبات سميكة خالية من العطور يساهم في الحفاظ على رطوبة الجلد ومرونته.
تخفيف الالتهاب يمكن أن يتضمن كريمات تحتوي على كورتيزون منخفض القوة أو مثبطات مناعية موضعية يصفها الطبيب حسب شدة الحالة.
العناية الخاصة بالأذن الداخلية تشمل أحياناً استخدام قطرات زيتية طبية للمساعدة في ترطيب الجلد وتهدئة الالتهاب عند إصابة قناة الأذن.
في حالات الإكزيما الدهنية، قد تفيد الشامبو المضاد للفطريات الذي يحتوي على كيتوكونازول أو بيريثيون الزنك في تقليل نمو الفطر المسبب للأعراض.
الوقاية تبدأ بالعادات اليومية
إزالة المجوهرات قبل النوم أو الاستحمام تساعد في تقليل فرك الجلد وتهيجه.
تجنب النوم بالأقراط أو استخدام السماعات لفترات طويلة، مع الحرص على تجفيف المنطقة خلف الأذنين جيدًا بعد الغسل أو الاستحمام.
استخدام مرطب لطيف بانتظام للحفاظ على مرونة الجلد، مع حماية البشرة من الهواء البارد في الشتاء باستخدام سدادات أذن أو وشاح.
عندما تكون البساطة أفضل علاج
أحيانًا لا تحتاج الإكزيما إلى علاج معقد، بل قد يكفي كريم بسيط يحتوي على دقيق الشوفان الغروي لتهدئة الجلد واستعادة الراحة. ويُجمِع الأطباء على أن الالتزام بالترطيب وتجنب المواد المهيجة يمثلان حجر الأساس لمنع تكرار النوبات.
