يُعد الجلوكوز مصدرًا أساسيًا للطاقة لخلايا الجسم، يحصل الجسم عليه عادة من الطعام وخاصة الكربوهيدرات.
تؤثر عدة عوامل في مستويات الجلوكوز في الجسم، منها النظام الغذائي، والنشاط البدني، والإجهاد، والأدوية، وبعض الأمراض، كما تلعب هرمونات مثل الأنسولين والجلوكاجون والكورتيزول دورًا حاسمًا في تنظيم مستوى الجلوكوز.
التغيرات الموسمية وتأثيرها على سكر الدم
يمكن أن تتسبب التغيرات المناخية وطول النهار في تقلبات ملموسة في مستويات السكر، خاصة لدى مرضى السكري، حيث قد يؤدي الطقس البارد إلى زيادة مقاومة الأنسولين بسبب انخفاض النشاط البدني وارتفاع التوتر، ما قد يرفع نسبة السكر في الدم. في المقابل، خلال الأشهر الأكثر دفئًا وفترة النهار الطويلة يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر نشاطًا، مما يساعد على خفض السكر من خلال تحسين حساسية الأنسولين.
كما تؤثر تقلبات الضوء النهاري ونوعية النوم والشهية على تنظيم مستوى السكر، فقد يجد بعض الأشخاص أن مستويات السكر في الدم لديهم أعلى قليلًا في الشتاء وأن التحكم فيها يكون أفضل خلال الربيع والصيف.
هل مرضى السكري أكثر عرضة لتقلبات السكر
يكون المصابون بمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني أكثر عُرضة لتقلبات موسمية في مستوى الجلوكوز، إذ تكون أجسامهم أقل كفاءة في إدارة سكر الدم، لذا فإن التغيرات الخارجية في النشاط البدني أو النظام الغذائي أو التعرض للشمس يمكن أن تسبب تحولات ملحوظة. على سبيل المثال، في الشتاء قد يؤدي ارتفاع السعرات الحرارية وقلة النشاط إلى ارتفاع السكر، كما أن قصر ساعات النهار والإجهاد المرتبط بالبرد قد يحفزان استجابات هرمونية مثل ارتفاع مستوى الكورتيزول، ما قد يفاقم اضطراب التحكم في السكر، وقد لا تؤثر هذه التغيرات على الجميع بنفس الطريقة، لكن من يعانون من اختلالات أيضية يكونون أكثر عرضة للخطر بالتأكيد.
هل تؤثر التغيرات الموسمية على احتياجات الأنسولين والأدوية
في كثير من الحالات قد يستلزم الأمر تعديل جرعة الأنسولين أو أدوية السكر خلال الفصول، فمثلاً في الصيف حين يكون الناس أكثر نشاطًا ويتناولون وجبات أخف قد تتحسن حساسية الأنسولين وتقل الجرعة، وفي الشتاء حين ينخفض النشاط وتزداد السعرات قد تكون هناك حاجة لجرعات أعلى. لا ينبغي إجراء هذه التغييرات دون استشارة الطبيب، مع مراقبة مستوى السكر في الدم باستمرار سواءً عبر فحص الإصبع أو جهاز مراقبة سكر الدم المستمر.
دور النظام الغذائي ونمط الحياة
يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في تنظيم مستويات السكر، فالكربوهيدرات تتحول إلى جلوكوز وتؤثر سرعة دخولها إلى الدم، مع اختلاف التأثير بحسب نوع الكربوهيدرات، وجود الألياف، وتوازن الوجبة بالبروتين والدهون. وفقًا للسرعة الثابتة في الحفاظ على نمط غذائي منتظم وممارسة نشاط بدني طوال العام دور أساسي في تقليل تقلبات السكر الموسمية. في الشتاء يوصى بالضبط في الكميات وتناول وجبات متوازنة وغنية بالألياف مع الحد من السكريات، مع الحفاظ على نشاط بدني حتى في حال تعذر الخروج، يمكن اعتماد تمارين داخلية مثل اليوغا أو التمارين الهوائية أو تمارين القوة.
علامات تقلبات مستوى السكر خلال التغيرات الموسمية
ينبغي الانتباه إلى علامات قد تشير إلى ضعف التحكم في السكر خلال التقلبات الموسمية، ومنها التعب المبالغ فيه، العطش الشديد، كثرة التبول، عدم وضوح الرؤية، بطء التئام الجروح، تغيرات غير متوقعة في الوزن، وتغير المزاج أو نمط النوم. قد تشير هذه الأعراض إلى حاجة لتعديل الأدوية، وفي فصلي الخريف والشتاء قد يكون هناك خطر تطور اعتلال الشبكية السكرية في حال ارتفاع السكر، لذلك يجب المتابعة الطبية والمراقبة المستمرة لمستوى السكر لتعديل العلاج وفق الحاجة.
