أعلنت المملكة العربية السعودية خلال مشاركتها في قمة فايننشال تايمز للمعادن والتعدين 2025 في لندن عن رؤيتها الإستراتيجية للتحول في قطاع التعدين والمعادن وخططها الطموحة لتعزيز مكانتها كقوة صاعدة في صناعة التعدين العالمية، وتناول الحضور مستقبل أمن الموارد واستدامة سلاسل الإمداد ودور القطاع في التحول نحو الطاقة النظيفة.
شارك وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير التعديني المهندس تركي البابطين في جلسة وزارية عالية المستوى ضمن أعمال القمة، وتناولت سبل تعزيز التعاون الدولي لضمان استدامة الموارد المعدنية وتنمية سلاسل القيمة المضافة.
وأكد البابطين أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو تعظيم الاستفادة من ثروتها المعدنية المقدَّرة بـ 9.4 تريليونات ريال، لتكون رافدًا استراتيجيًا للنمو الاقتصادي وتوليد فرص العمل، مشيرًا إلى أن تحويل الثروة الطبيعية إلى مورد مستدام يبدأ بالحوكمة والشفافية والتنظيم الفعّال.
وأضاف أن قطاع التعدين أصبح ركيزة رئيسة في التنمية الوطنية بفضل استقرار البيئة التشريعية وضمان الحقوق الاستثمارية والبنية التحتية المتقدمة والحوافز الحكومية، إضافة إلى الالتزام بمبادئ التنمية المستدامة.
وأوضح أن المملكة تستهدف مضاعفة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى نحو 281.3 مليار ريال (75 مليار دولار) بحلول عام 2030، مدعومة بنظام الاستثمار التعديني الذي عزز الشفافية في منح التراخيص، وفتح أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع أمام أعمال الاستكشاف، مع إتاحة بيانات جيولوجية تاريخية تمتد لأكثر من ثمانين عامًا أمام المستثمرين المحليين والدوليين.
كما أشار إلى برنامج تمكين الاستكشاف التعديني (EEP) الذي يسهم في تسريع عمليات الاستكشاف وتقليل المخاطر الاستثمارية.
وبيّن البابطين أن المملكة نجحت في بناء منظومة تعدين متكاملة تمتد من المنجم إلى السوق عبر أكثر من 40 مدينة صناعية، أبرزها رأس الخير ووعد الشمال، مدعومةً ببنية تحتية ولوجستية عالمية المستوى، تسهم في تعزيز القيمة المضافة للقطاع وجاذبيته الاستثمارية.
وأكد أهمية التعاون الدولي في دعم استدامة قطاع التعدين، مشيرًا إلى أن مؤتمر التعدين الدولي الذي تنظمه المملكة أصبح منصة عالمية تربط الحكومات والمستثمرين ورؤساء الصناعة، وتُسهم في تعزيز سلاسل الإمداد المسؤولة وتشجيع ممارسات التنمية المستدامة، حيث رسخ المؤتمر مكانته كـ منبر مؤثر في صياغة أجندة المعادن العالمية ودفع الشراكات نحو اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.
واختتم البابطين كلمته بالتأكيد على أن المملكة تسعى إلى أن تكون الشريك العالمي الأبرز في التعدين المسؤول والمستدام، من خلال بناء قطاع يخلق القيمة للمستثمرين والمجتمعات والأجيال القادمة، ومضت قدمًا نحو ترسيخ مكانتها كوجهة تعدين موثوقة وشفافة ورائدة عالميًا.
وأشار إلى أن تقدم المملكة في قطاع التعدين حظي باعتراف دولي واسع، إذ حلّت في المرتبة 23 عالميًا في مؤشر جاذبية الاستثمار لعام 2024 الصادر عن معهد فريزر الكندي، كما جاءت في المرتبة الأولى عالميًا في الاستقرار السياسي، والخامسة في الاتفاقات الاجتماعية والاقتصادية، والسابعة في التنظيم البيئي.
أبرز المحطات والاعتراف الدولي
وتستعد العاصمة الرياض لاستضافة النسخة الخامسة من مؤتمر التعدين الدولي خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير 2026 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – تحت شعار: “المعادن.. مواجهة التحديات لعصر تنمية جديد”، وينظمه وزارة الصناعة والثروة المعدنية بمشاركة الوزراء والرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التعدين العالمية مثل: BHP وIvanhoe Mines وRio Tinto وMa’aden وZijin وBarrick Gold، مما يعكس مكانة المؤتمر كمنصة عالمية رائدة تجمع نخبة قطاع التعدين العالمي وتُجسد الدور الريادي للمملكة في قيادة مستقبل المعادن على المستويين الإقليمي والعالمي.
