مصدر سريع للطاقة: القيمة الغذائية لنشا الذرة وأضرار الإفراط فيه

ما هو نشا الذرة

يُستخرج نشا الذرة من حبوب الذرة بعد إزالة القشرة والجنين، ليبقى الجزء الداخلي المعروف بالسويداء وهو الجزء الذي يحتوي على النشا النقي. يُستخدم هذا المسحوق في المطبخ كمكثّف للصلصات والحساء والحلويات، كما يضيف قوامًا هشًا ومقرمشًا للمخبوزات.

يُعد نشا الذرة من أكثر المكونات انتشارًا في الطهي، ولكنه ليس غذاءً متكاملًا لأنه يفتقر إلى الألياف والبروتينات والفيتامينات التي توجد عادة في الحبوب الكاملة. ومع ذلك، عند استخدامه بشكل معتدل ضمن نظام غذائي متوازن، يمكن أن يكون جزءًا آمنًا وربما مفيدًا في حالات خاصة.

كيف ينتج نشا الذرة؟

تمر عملية الإنتاج بمراحل تفصل ثلاث طبقات رئيسة في الحبة هي النخالة والجنين والسويداء. بعد النقع والطحن، يفصل النشا عن بقية المكونات، ثم يُجفف ويعبأ كمسحوق نقي جاهز للاستخدام. تسمّى هذه الطريقة الطحن الرطب، وتبرز أن النشا منتج عالي المعالجة.

من الناحية الغذائية، يحتوي نشا الذرة على نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات وسعرات حرارية عالية، بينما يفتقر إلى الألياف والدهون الصحية والمعادن الأساسية.

في كوب واحد من النشا توجد حوالي 480 سعرًا حراريًا وأكثر من 100 جرام من الكربوهيدرات، بينما تكاد البروتينات والدهون والفيتامينات تكون معدومة.

هل يحتوي نشا الذرة على فوائد صحية؟

رغم فقره الغذائي، توجد بعض الفوائد التي يمكن الإشارة إليها في سياق خاص:

خالٍ من الجلوتين بشكل طبيعي، وهو خيار مناسب لمن يعانون من حساسية الجلوتين أو اضطرابات الهضم، إذ يمكن استخدامه كبديل للدقيق القمح في الطبخ والخبز.

يساعد على زيادة السعرات بسرعة في حالات نقص الوزن أو الحاجة لرفع الطاقة بشكل فوري، حيث يوفر الكربوهيدرات السهلة الهضم التي تمنح الجسم دفعة طاقية سريعة.

يُسهل الهضم نسبيًا، فالجهاز الهضمي لا يحتاج لبذل جهد كبير لتفكيكه، ما يجعله خيارًا لطيفًا على المعدة في بعض الحالات.

مع ذلك، لا تعتبر هذه الفوائد دليلاً على قيمة غذائية عالية، بل يظل نشا الذرة مكوّنًا وظيفيًا يساعد في حالات خاصة وليس غذاءً رئيسيًا.

مخاطر الإفراط في استهلاك نشا الذرة

الإكثار من النشا يرفع مستوى الكربوهيدرات سريعة الامتصاص ويمتد أثره إلى ارتفاع سكر الدم بسرعة، وهذا أمر غير مرغوب لمرضى السكري أو من لديهم مقاومة للأنسولين.

كما أن الاعتماد عليه كمصدر رئيسي للطاقة قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية لأنه يفتقر إلى المغذيات الدقيقة. وتبقى الحبوب الكاملة مثل الذرة الكاملة والشوفان والأرز البني خيارات أكثر توازناً غذائيًا لأنها تزود الجسم بالألياف والبروتين والمعادن وتؤدي إلى امتصاص جلوكوز أبطأ وأكثر استقرارًا.

النشـا المعدل: نسخة محسّنة علميًا

طور العلماء أنواع معدلة من النشا بهدف تحسين خصائصه الهضمية والفسيولوجية. من أبرز هذه الأنواع نشا عالي الأميلوز، الذي يحتوي على نسبة أعلى من الأميلوز مما يجعله أكثر مقاومة للهضم ويؤدي إلى تأثيرات أفضل في تنظيم سكر الدم وصحة الأمعاء.

تشير أبحاث إلى أن هذا النوع قد يساهم في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وأنه خيار مفيد لمن يسعون إلى استقرار مستويات السكر. لكن ينبغي استشارة الطبيب أو أخصائي تغذية قبل إدخال أي منتج معدّل إلى النظام الغذائي، خاصة لمرضى الأمراض المزمنة.

الاستخدامات الموضعية لنشا الذرة

بعيدًا عن المطبخ، يلعب نشا الذرة دورًا مهمًا في العناية بالبشرة؛ فيستخدمه البعض لتخفيف تهيج الجلد وامتصاص الرطوبة، كما يضاف أحيانًا إلى بودرة الأطفال والمستحضرات الطبية.

تشير مراكز صحية إلى أن وضع طبقة خفيفة من نشا الذرة على القدمين بعد الغسل قد يساعد في تقليل الالتهابات الفطرية، خصوصًا لدى مرضى السكري. كما يذكر استخدامه لتخفيف الحكة الناتجة عن بعض الحالات الجلدية المزمنة ضمن إجراءات صحية عامة.