يُعد صيام الماء أحد الاتجاهات الشائعة لفقدان الوزن بسرعة، ويقوم على الامتناع عن الطعام والمشروبات باستثناء الماء لفترة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام، وتُروَّج له فكرة تطهير الجسم من السموم وإعادة توازنه وتجديد الخلايا.
لماذا يلجأ الناس إليه؟
تختلف الأسباب من شخص لآخر، فبعضهم يرى فيه وسيلة سريعة لإنقاص الوزن أو لإراحة الجهاز الهضمي، بينما تعتبره فئة أخرى فرصة لإعادة توازن الجسم وتخفيف العبء عن الأجهزة الحيوية. مع أن هناك تقارير علمية تشير إلى فوائد محتملة، إلا أن هذا النوع من الصيام ليس مناسبًا للجميع، ولا بد من إشراف طبي عند التفكير في تطبيقه.
الفوائد المحتملة للصيام بالماء
تنظيف الخلايا من الداخل (الالتهام الذاتي)
خلال الصيام يبدأ الجسم في التخلص من الخلايا القديمة وإعادة تدوير مكوناتها، وهي آلية تعرف بالالتهام الذاتي. تشير بعض الدراسات إلى أن هذه العملية قد ترتبط بحماية من أمراض مرتبطة بالشيخوخة، لكن النتائج في البشر ليست حتمية.
تحسين ضغط الدم وتنظيم الدورة الدموية
بعض الأبحاث أشارت إلى أن الصيام المائي تحت إشراف طبي قد يخفض الضغط إلى مستويات طبيعية خلال أسبوعين في أغلب المشاركين، مع وجود أمثلة على تحسن ملحوظ في بعض حالات ارتفاع الضغط، مع التأكيد على المتابعة الطبية المستمرة.
تحسين حساسية الأنسولين واللبتين
مع الصيام تصبح الخلايا أكثر استجابة للأنسولين واللبتين، ما يساعد في تنظيم الشهية ومعدل الأيض، وقد يساهم في فقدان الوزن بشكل أسرع نسبياً على المدى القصير.
تقليل مؤشرات مخاطر الأمراض المزمنة
تشير بعض التجارب إلى انخفاض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول بعد أيام من الصيام، وهو مؤشر إيجابي لصحة القلب، مع وجود إشارات إلى تقليل الضرر الناتج عن الجذور الحرة في الحيوان، لكن النتيجة في البشر تحتاج إلى مزيد من التحقق.
مخاطر مهمة
خسارة غير صحية في الوزن
يُلاحظ انخفاض سريع في الوزن في البداية، ولكنه غالبًا ما يكون من الماء وكتلة عضلية، وليس من الدهون الفعلية، وهو ما يجعل النتيجة مؤقتة وتعود الأوزان للارتفاع سريعًا بعد انتهاء الصيام.
الجفاف رغم شرب الماء
الجسم يحصل على جزء من الماء من الطعام، وعند الامتناع عن الأكل قد يصاب الصائم بالجفاف حتى مع شرب كميات كبيرة من الماء، وتظهر أعراض مثل التعب والصداع والدوار والإمساك.
انخفاض ضغط الدم المفاجئ عند الوقوف
قد يعاني بعض الأشخاص من دوخة أو دوار عند الوقوف بسبب انخفاض الضغط الانتصابي، لذا يفضل تجنب القيادة أو الأنشطة التي تتطلب اليقظة خلال فترة الصيام.
تأثير سلبي على بعض الحالات المرضية
قد يفاقم الصيام حالات مثل النقرس ويرفع حمض البول، كما قد يسبب اضطرابات في مستوى السكر لدى مرضى السكري وربما يؤثر سلبًا على اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي، لذلك يجب تقييم الحالة الصحية قبل البدء.
هل يساعد فعلاً في فقدان الوزن؟
يؤدي الصيام المائي إلى انخفاض سريع في الوزن لكنه ليس حلاً صحيًا أو مستدامًا دائمًا، فقد تكون النتائج مؤقتة مع نقص في العناصر الغذائية وانخفاض الطاقة. لذلك يفضل الاعتماد على الصيام المتقطع ونظام غذائي متوازن وتدريبات منتظمة للوصول إلى فقدان وزن صحي وثابت.
كيف يمكن الصيام بأمان؟
استشر الطبيب قبل البدء بأي نظام صيام، وابدأ بتحضير جسمك تدريجيًا عبر تقليل الطعام خلال يومين إلى ثلاثة أيام قبل الصيام الكامل. حاول شرب كميات كافية من الماء لا تقل عن لترين إلى ثلاثة لترات يوميًا، وتجنب الأنشطة المرهقة خلال فترة الصيام. عند كسر الصيام، ابدأ بعصائر طبيعية أو وجبات خفيفة وتدرّج في العودة إلى النظام الغذائي المعتاد.
