تفاصيل الدراسة والمنهجية
جمع فريق معهد القياسات الصحية والتقييم وشبكة المتعاونين في عبء الأمراض البيانات وأنتج تقديرات لـ375 مرضًا وإصابة و88 عامل خطر حسب العمر والجنس على المستوى العالمي والإقليمي والوطني لـ204 دولة ومنطقة و660 موقعًا دون وطني من عام 1990 إلى عام 2023، مما يجعل العبء العالمي للأمراض البحث الأكثر شمولاً لقياس الخسائر الصحية. استخدمت النسخة الأخيرة أكثر من 310,000 مصدر بيانات، منها 30% جديدة، وتشمل البيانات 1,211 سنة موقعية من بيانات التسجيل الحيوي المؤقتة لجميع الأعمار، وتغطي ثلاثة مجالات رئيسية خضعت لمراجعة الأقران ضمن مساحات التحليل الديموغرافي وأسباب الوفاة وعبء الأمراض والإصابات وعوامل الخطر.
انخفاض معدلات الوفيات العالمية وارتفاع وفيات الشباب
أظهرت النتائج انخفاض معدل الوفيات العالمي بنسبة 67% منذ عام 1950، مع انخفاض جميع البلدان والأقاليم في المعدلات وعودة متوسط العمر المتوقع عالميًا إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا عند 76.3 عامًا للإناث و71.5 عامًا للذكور، وهو أعلى بنحو أكثر من 20 عامًا مقارنةً بعام 1950. سجلت بين المراهقين والشباب أعلى زيادة في الوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا في أمريكا الشمالية بين 2011 و2023، ويعزى ذلك أساسًا إلى الانتحار وتناول جرعات زائدة من المخدرات وتناول كميات كبيرة من الكحول. خلال الفترة نفسها، ارتفعت الوفيات في الفئة العمرية 5-19 عامًا في أوروبا الشرقية وأمريكا الشمالية من فئة الدخل المرتفع ومنطقة البحر الكاريبي. خلال فترة الدراسة باكملها، انخفض عدد وفيات الرضع أكثر من أي فئة عمرية أخرى، فبین 2011 و2023 سجلت منطقة شرق آسيا أكبر انخفاض بنسبة 68% في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، بفضل تحسن التغذية واللقاحات وتقوية النُظم الصحية.
التحول من الأمراض المعدية إلى غير المعدية
أشارت التحليلات إلى تحول أسباب الوفاة من الأمراض المعدية إلى الأمراض غير المعدية، وهذا يمثل تحديًا صحيًا عالميًا خاصة في البلدان منخفضة الدخل، بعد أن كان كوفيد-19 السبب الرئيسي للوفاة عام 2021 وتراجع إلى المرتبة العشرين في عام 2023، ليعود مرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية إلى الصدارة، يليه مرض الانسداد الرئوي المزمن والتهابات الجهاز التنفسي السفلي واضطرابات حديثي الولادة. منذ عام 1990، انخفضت وفيات أمراض القلب الإقفارية والسكتات الدماغية، وكذلك أمراض الإسهال والسل وسرطان المعدة والحصبة، وفي المقابل ارتفعت وفيات داء السكري وأمراض الكلى المزمنة ومرض الزهايمر وفيروس نقص المناعة البشرية.
انخفاض احتمال الوفاة قبل سن السبعين وتفاوت المناطق
انخفض احتمال الوفاة قبل سن 70 عامًا لجميع الأسباب في كل مناطق عبء الأمراض العالمي الكبرى بين عامي 2000 و2023، وظهر أن أحوال الوفاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تتأثر بشكل خاص بتغيرات في مخاطر الأمراض غير المعدية، بينما شهدت المناطق ذات الدخل المرتفع زيادة في وفيات اضطرابات تعاطي المخدرات وارتفاع متوسط العمر المتوقع المتوقع أقل من المتوسط في بعض الحالات.
التغير في العوامل القابلة للتعديل والوقاية
شكلت الأمراض غير المعدية ما يقرب من ثلثي إجمالي الوفيات والإعاقات في العالم، وكانت الأسباب الثلاثة الرئيسية هي مرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية وداء السكري، كما شهدت المناطق منخفضة الدخل ارتفاعًا حادًا في أمراض غير معدية مما زاد من القيود على الدول ذات الموارد المحدودة. يُعزى ما يقرب من نصف الوفيات والمرض العالمي في عام 2023 إلى 88 عامل خطر قابل للتعديل، وكانت العشرة عوامل الأعلى تأثيرًا هي ارتفاع ضغط الدم الانقباضي، وتلوث الجسيمات الدقيقة، والتدخين، وارتفاع سكر الدم الصيامي، وانخفاض وزن الولادة وقصر فترة الحمل، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وارتفاع مستوى الكوليسترول LDL، واضطرابات وظائف الكلى، وفشل نمو الأطفال، والتعرض للرصاص. كما ارتفعت اضطرابات الصحة النفسية بشكل حاد، حيث زادت اضطرابات القلق بنسبة 63%، واضطرابات الاكتئاب بنسبة 26%، وتبرز أهمية اتباع نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة والتغذية الصحية والامتناع عن التدخين والكحول للوقاية من الوفيات والإعاقات.
