تواصل معارض الكتاب في المملكة العربية السعودية حضورها كمنصات معرفية حية تعبر عن عمق النهضة الثقافية التي تعيشها البلاد، برعاية وزارة الثقافة وهيئاتها المتخصصة، وفي مقدمتها معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعد من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.
ويجسّد المعرض وغيره من الفعاليات حرص الدولة على ترسيخ مكانة الكتاب في بناء الإنسان وتنمية الفكر، وتعزيز التواصل بين القارئ والمؤلف والناشر، بما يعكس رؤية المملكة في جعل الثقافة عنصرًا أساسيًا في التنمية المستدامة.
أشار الكاتب والروائي عواض شاهر إلى أن معارض الكتاب أصبحت علامة فارقة في الحراك الثقافي السعودي، مؤكدًا أن التنوع في مواقع المعارض ومواقيتها ومحتواها يعبر عن مدى الاهتمام الوطني بهوية المملكة الثقافية وتاريخها، كما عبّر عن سعادته بهذا الزخم المتصاعد الذي يلامس طموحات المثقفين.
وصفت الكاتبة الدكتورة نوف الرويسان معرض الرياض الدولي للكتاب بأنه حدث ثقافي ضخم وفرصة فريدة لعشاق المعرفة، مشيرة إلى تنوع العناوين، وغنى الفعاليات الثقافية، وتسهيلات الحضور التي تعزز من تجربة الزائر في استكشاف المحتوى والتفاعل مع الكتّاب والناشرين.
وأكّدت الأكاديمية الدكتورة نويّر العنزي أن تعزيز الثقافة لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة وطنية في ظل التحولات المتسارعة، معتبرة أن الثقافة جسر الحاضر بالمستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار في الإنسان ووعيه وهوية.
وأضافت العنزي أن تأسيس وزارة الثقافة وانبثاق هيئاتها المتخصصة ساهم في تعزيز البنية الثقافية السعودية، وإطلاق مبادرات نوعية تُسهم في رفع الذائقة، وتوفير منصات حقيقية للمواهب والمبدعين، مشيرة إلى أن دعم المعارض والفعاليات المعرفية يعد خطوة استراتيجية نحو بناء مجتمع قارئ ومبدع ومتفاعل مع محيطه.
ويعكس هذا الحراك الثقافي المتواصل حرص المملكة على ترسيخ ثقافة القراءة والمعرفة كجزء من رؤيتها التنموية، وتعزيز مكانتها العالمية كمركز ثقافي مزدهر يؤمن بقيمة الإنسان ودور الفكر في نهضة الأوطان.
