يبدأ مرض السكر أحيانًا بصمتٍ، دون ألمٍ أو إنذار واضح، بينما يواصل اختراق الجسم بخفة حتى تظهر المضاعفات، وفي كثير من الحالات تمر الأشهر وربما السنوات قبل أن يكتشف المريض إصابته، رغم أن الجسد كان يرسل إشارات مبكرة تستغيث.
تظهر هذه الإشارات في العطش غير المبرر، الإرهاق الدائم، تغيرات الوزن، أو حتى بطء التئام الجروح، فكلها تفاصيل قد تبدو عابرة لكنها علامات أولى لاضطراب السكر في الدم، فإذا أُهملت تحولت إلى مخاطر حقيقية على القلب والأعصاب والعينين.
علامات تحذيرية قد تكون خفية
تغيرات الوزن المفاجئة قد تكون ارتفاعًا أو انخفاضًا غير مبرر في الوزن، فارتفاع الأنسولين يؤدي إلى تراكم الدهون وخاصة في منطقة البطن، وقد يفقد البعض كتلتهم العضلية نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل فعال، فتصبح أي تغيرات مفاجئة في بنية الجسم مؤشراً مبكراً على اضطراب أيضي.
تغيرات الجلد ليست مجرد مسألة شكل، بل قد يظهر اسمرار وتسمك وملمس مخملي في مناطق الرقبة والإبطين والفخذ، وهو ما يسمى الشواك الأسود، وهو علامة على ارتفاع الأنسولين وصعوبة ضبط السكر، وملاحظة هذه التغيرات مبكرًا يسهل إجراء فحوصات سريعة.
أقدام منتفخة وكاحلان متورمان
قد لا يظهر التجعد المستمر في القدمين أو الكاحلين في البداية، لكن المشكلة تتفاقم غالبًا في المساء أو بعد الجلوس الطويل، فارتفاع السكر يؤثر على الدورة الدموية ووظائف الكلى، مما يؤدي إلى تراكم السوائل وتورم الأطراف.
دهون الرقبة وتحدب الجزء العلوي من الظهر
قد يكون سماكة الرقبة علامة على مقاومة الأنسولين، وبالمثل قد يظهر نتوء في أعلى الظهر نتيجة اضطراب هرموني وارتفاع مستوى الكورتيزول؛ فكلها علامات أولى للجهاز الأيضي تستدعي الانتباه وتجنبها.
وخز أو خدر
تشير أعراض الإجهاد العصبي مبكرًا إلى وخز وخدر في اليدين أو القدمين، وتجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى تطور الاعتلال العصبي السكري، لذا يعتبر تعديل نمط الحياة والتدخل الطبي مبكرين كفيلين بعكس هذه التغيرات البسيطة قبل تفاقمها.
زيادة العطش والتبول
يسعى سكر الدم المرتفع للإخراج عبر الكلى، لذلك يكثر التبول، ويعقب ذلك العطش المستمر غالبًا ما يربطه الناس بالجفاف أو حرارة الصيف، وتحديد العلاقة بين كثرة التبول والعطش يساعد في التشخيص المبكر للمرض.
تؤثر خيارات نمط الحياة بشكل أساسي في الوقاية من المرض، فالنشاط البدني، واتباع نظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن صحي، وإدارة التوتر، والنوم الجيد، جميعها عوامل تيسّر تنظيم مستوى السكر في الدم، أما العادات اليومية البسيطة فلتؤدي دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بالسكري لاحقًا.
