عاودت بيتكوين التداول قرب مستوى 115 ألف دولار، مدعومة بتحسن معنويات المستثمرين بعد تصريحات تهدئة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما خفف من مخاوف التصعيد التجاري مع الصين.
وفق بيانات منصة كوين ماركت كاب، ارتفعت أكبر عملة رقمية في العالم بنسبة 2.34% لتتداول عند 114,506 دولار، بعد أن هبطت إلى ما دون 103,000 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وجاء هذا التعافي بعد موجة بيع كثيفة أدت إلى تصفية مراكز تداول مرفوعة بقيمة تقارب 19 مليار دولار في أقل من 24 ساعة، ما تسبب في اضطراب واسع داخل أسواق العملات المشفرة.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن سابقاً عزمه فرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية رداً على القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة الضرورية لصناعة أشباه الموصلات.
ودفع هذا الإعلان المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر، بما فيها المراكز المعزَّزة بالرافعة، ما أدى إلى تصفية جماعية للمراكز في الأسواق. بينما جاءت تصريحات لاحقة أكثر هدوءاً من ترامب ساهمت في استعادة جزء من الثقة وتقليص الخسائر.
وتفاقمت حالة القلق عقب خلل تقني في عدد من منصات التداول الكبرى، ظهرت خلاله أسعار بعض الرموز الرقمية مؤقتاً عند مستوى “صفر”، ثم أشارت تقارير لاحقة إلى أن الخلل ربما نتج عن هجوم إلكتروني منسق أو عطل داخلي في أنظمة التسعير.
وأظهرت بيانات مراقبة السوق أن مراكز تداول لأكثر من 1.6 مليون متداول حول العالم قد تم تصفيتها خلال موجة الهبوط الأخيرة، فيما أعلنت بعض المنصات نيتها مراجعة الحسابات ودراسة تعويض المستخدمين المتضررين جراء الاضطرابات الفنية.
ويرى محللون أن موجة التصحيح الأخيرة أعادت هيكلة المراكز المبالغ في رفعها المالي وأسهمت في إعادة تسعير المخاطر داخل السوق، مما مكن “بيتكوين” من استعادة جزء من خسائرها مع تحسن المزاج العام للمستثمرين.
أبرز العوامل المؤثرة في الحركة المستقبلية
مع ذلك، يؤكد الخبراء أن سوق العملات المشفرة لا يزال شديد الحساسية تجاه التطورات الجيوسياسية والتقنية، ما يجعله عرضة لتقلبات حادة في أي وقت، وتبقى وتيرة دخول المؤسسات وصناديق الاستثمار في بيتكوين عاملاً رئيسياً في تحديد سرعة التعافي أو عمق أي هبوط مقبل.
وتشير تقارير إلى أن القيمة السوقية للعملات المشفرة تجاوزت نحو 4 تريليونات دولار مع ارتفاع التدفقات الاستثمارية الفورية في السوق، ما يعزز السيولة والدعم للمراكز المفتوحة في المدى القريب.
