يقترب فصل الشتاء وتبدأ موسماً للفيروسات الموسمية في الانتشار بين الأطفال، مما يثير قلق الأهل الذين يلاحظون إصابة أبنائهم بنزلات برد وإنفلونزا متكررة مع ارتفاع حرارة خفيفة.
يؤكد الأطباء أن هذه الحالات غالباً ما تكون طبيعية وليست مقلقة، بل تشكل جزءاً من عملية بناء جهاز المناعة لدى الطفل، وأن العدوى الشائعة ليست علامة على ضعف المناعة، وإنما خطوة تتيح للجسم تعلم كيفية مواجهة الأمراض مستقبلاً.
ويشير الأطباء إلى أن معظم هذه الأمراض تشفى من تلقاء نفسها دون مضاعفات خطيرة، شرط الالتزام بالنظافة الشخصية والتغذية السليمة والمتابعة الطبية عند الحاجة فقط.
إصابة الطفل بالعدوى هل تعنى ضعف جهازه المناعى
لا يعني إصابة الطفل المتكرر ضعف جهازه المناعي؛ بالعكس فهو دليل على أن جهاز المناعة يقوم بوظيفته بشكل جيد ويتعلم مواجهة الفيروسات والبكتيريا من خلال التعرض والتعافي منها.
ويشير الخبراء إلى أن الإصابة تتكرر خلال تقلبات الفصول بسبب التغيرات البيئية مثل اختلاف درجات الحرارة وزيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال في المنزل، ما يسهل انتشار الفيروسات، إضافة إلى وجود مواد حساسية في الهواء مثل الغبار وحبوب اللقاح التي تزيد احتمال الإصابة.
وتوضح الدكتورة أن الحمى ليست خطيرة بحد ذاتها، فهي استجابة طبيعية من الجسم لمكافحة العدوى، لكن الخطر يكمن في إهمال علاج الأعراض إذا كانت شديدة أو مستمرة لفترة طويلة.
5 نصائح لوقاية الأطفال من العدوى
ينبغي أن يحصل الأطفال على غذاء متوازن غني بالفواكه الموسمية والخضراوات الورقية الخضراء، فهذه المواد تزود الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية لتقوية المناعة، كما أن تقليل الأطعمة المصنّعة والسكريات يساهم في تعزيز مقاومة الجسم.
نظافة اليدين من أهم العوامل الوقائية، فتعليم الأطفال غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام يحد من انتقال العدوى، كما يستحسن تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
من المهم أن يتعلم الأطفال القواعد الصحية قبل وبعد استخدام دورة المياه لتجنب العدوى البكتيرية التي يمكن أن تنتقل داخل الأسرة.
الالتزام بالتطعيمات الدورية يحمي الأطفال من الأمراض المعدية ويعزز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الفيروسات قبل مهاجمتها للجسم، وهو وقاية من أمراض مثل الحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال.
ممارسة النشاط البدني بانتظام تشجع على لياقة القلب والدورة الدموية وتقوي المناعة، وتقلل من مخاطر السمنة المرتبطة بقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، كما تساهم في الحماية من أمراض مزمنة لاحقة.
الوقاية تبدأ من الوعي، فدور الأهل ليس الاقتصار على علاج المرض فحسب، بل خلق بيئة صحية تشجع الجسم على مقاومة العدوى منذ البداية، وبذلك يصبح تكرُر إصابات الأطفال أحياناً علامة على نمو جهازهم المناعي وتطوره بشكل طبيعي.
