ذات صلة

اخبار متفرقة

وزير الخارجية يصل إلى مصر ليترأس وفد المملكة المشارك في قمة شرم الشيخ

أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن...

البرتغال تعلن استبعاد لياو من لقاء المجر في تصفيات كأس العالم

قرار الاستبعاد وتقييم الحالة استُبعد رافائيل لياو من معسكر المنتخب...

“الوثائق والمحفوظات” تقدّر طرح الدكتور القرني وتبيّن جهودها في تأهيل الكفاءات

جهود المركز الوطني في تعزيز احترافية الوثائق وتدريب الكوادر ثمن...

الهاجري: المجتمعات الراقية لا تحتفي بالصوت الأعلى إنما بالفكر الأسم

نشهد أن زمن الشهرة صار بضغطة زر، فحُولت منصات كثيرة إلى ساحات جدل لا تبادل معرفة ولا إلهام، بل لإثارة الضجيج وصناعة الجدل المفتعل.

أوضح الهاجري في مقاله بصحيفة اليوم أن بعض من يطلقون على أنفسهم صُنّاع محتوى يظنون أن الطريق إلى الجمهور يمر عبر كسر القيم والتعدي على الخصوصيات والتشهير تحت شعارات براقة مثل “الشفافية” و”كشف الحقيقة”، غير مدركين أن الحرية الإعلامية لا تعني الفوضى وأن الكلمة مسؤولية قبل أن تكون وسيلة لجذب المتابعين.

أشار إلى أن الإعلام حين يُساء استخدامه يتحول من رسالة إلى أداة تشويه، وتضيع فيه الحدود بين الترفيه المبتذل والبحث المحموم عن “الترند”، مع الإشارة إلى ما حدث مؤخرًا من إيقاف بعض الشخصيات الإعلامية بعد تجاوزها للضوابط المهنية، فهو ليس قمعًا للرأي بل انتصارًا للقيم الأخلاقية والمهنية ورسالة بأن المنصات ليست مرتعًا للفوضى، وأن احترام الذوق العام وكرامة الإنسان خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.

أكّد أن ضبط المحتوى ومحاسبة المسيئين يمثل تصحيحًا لمسار انحرف وتأكيدًا على أن المجتمعات الراقية لا تحتفي بالصوت الأعلى بل بالفكر الأسمى.

وشدّد على مسؤولية الجهات الإعلامية والرقابية في ترسيخ ثقافة الالتزام وتفعيل القوانين التي تحد من الفوضى الرقمية، حمايةً للمجتمع وصونًا لهيبة الكلمة، مبينًا أن المجتمع الذي لا يحاسب المسيئين يعرض نفسه لفوضى أخلاقية تهز توازنه القيمي.

وأشار إلى أن المؤلم اليوم أن تُختزل رسالة الإعلام في سباق نحو الشهرة، وأن يصبح عدد المشاهدات مقياس نجاح بدل القيمة والمضمون.

وبيّن أن التجارب أثبتت أن الشهرة الخالية من الأخلاق لا تدوم، وأن من يسعى على حساب سمعة الآخرين يسقط من المجتمع قبل أن يسقط القانون، فالمحتوى الهادف لا يحتاج إلى فضائح ولا افتعال بل إلى صدق ووعي ورسالة نبيلة.

وقال الهاجري: على الإعلامي، أيًا كانت منصته، أن يكون قدوة تعكس وعي المجتمع لا أن يسئ إليه، فالإعلام رسالة وضمير ومؤسسة أخلاقية قبل أن يكون وسيلة ترفيه أو مكسبًا ماديًا.

وأضاف: ضبط الفوضى الرقمية ومحاسبة المسيئين حماية للمجتمع وردع لكل من يظن أن الشهرة تُبرر التجاوز، فالمجتمع الذي لا يصون قيمه سيتحول إلى غابةٍ إلكترونية.

وختم الهاجري مقاله بأن الشهرة التي تُطلب بأي ثمن ستدفع أصحابها الثمن من سمعتهم واحترام الناس لهم، قائلاً: الإعلام بلا أخلاق كالسفينة بلا بوصلة؛ تضل الطريق وتغرق بأصحابها، وتبقى الشهرة الحقيقية في أثر الكلمة ونقاء الرسالة واحترام الإنسان للإنسان.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على