يزيد ارتفاع ضغط الدم الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية، ما يرفع احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي وحتى الخرف. يفاقم هذا المرض مخاطر صحية إذا ترك بلا علاج مع مرور الوقت.
يظل المرض صامتاً في مراحله الأولى، فلا تظهر أعراض واضحة، وهو ما يجعل كثيرين يعانون بلا تشخيص. إلا أن كشفه مبكراً والالتزام بعادات يومية بسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في الوقاية من مضاعفاته.
تشير بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إلى أن ربع الشباب المصابين بارتفاع الضغط لا يتحكمون في حالتهم بشكل كافٍ، بينما يتمكن نحو واحد من كل سبعة من كبار السن من السيطرة على الضغط جيداً. ويرجع ذلك إلى أن الضغط يتأثر أيضاً بالعوامل الوراثية وبالعادات اليومية مثل النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني والتدخين والتوتر.
تكمن خطورة المرض في كونه صامتاً في مراحله المبكرة، ومع غياب الأعراض غالباً لا يتم الكشف مبكراً. ومع ذلك يمكن لاكتشافه مبكراً والالتزام ببعض العادات اليومية أن يحد من العواقب الصحية ويقوّي صحة القلب والشرايين.
تناول الأطعمة الغنية بحمض البروبيوتيك
تناول الأطعمة المخمرة مثل الزبادي الطبيعي واللبن الرايب والكرنب المخلل ليس مفيداً للأمعاء فحسب، بل يساهم أيضاً في خفض ضغط الدم. تساعد الكائنات الحية الدقيقة المفيدة على تعزيز تنوع ميكروبات الأمعاء وتحسين الهضم وتقوية المناعة، وتنتج أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تسهم في صحة القلب والأوعية الدموية عبر محور الأمعاء-القلب.
التركيز على الألياف
الألياف الغذائية ليست فقط لصحة الجهاز الهضمي بل تقلل أيضاً من مخاطر ارتفاع الضغط. تساعد في تحسين التمثيل الغذائي وامتصاص العناصر وتقلل الالتهابات التي تؤثر سلباً على الشرايين. أظهرت دراسة حديثة أن زيادة استهلاك الألياف بمقدار خمسة جرامات يومياً قد تخفض الضغط الانقباضي بمقدار 2.8 ملم زئبق والانبساطي بمقدار 2.1 ملم زئبق. يوصى بتناول الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة مع تقليل الملح والدهون المشبعة.
لا تقلل من قيمة صعود السلالم
تمارين الجسم المنتظمة من أقوى الوسائل للحفاظ على الضغط ضمن المستويات الطبيعية، وتوازي فعاليتها تأثير خمسة أدوية خافضة للضغط. ويمكن تحقيق فائدة كبيرة من خلال نشاط يومي بسيط مثل المشي السريع أو صعود السلالم أو أي حركة بدنية منتظمة، حتى وإن كانت لدقائق معدودة يومياً. أظهرت الدراسات أن فترات نشاط قصيرة مكثفة مدتها خمس دقائق مرتين يومياً، ثلاث مرات أسبوعياً، يمكن أن تحسن اللياقة القلبية والوعائية وتدعم التحكم في الضغط بشكل ملحوظ.
الإقلاع عن التدخين نهائياً
يعد التدخين أحد أبرز عوامل ارتفاع الضغط وأمراض القلب، وتوضح الأبحاث أن المواد الكيميائية في السجائر تسبب التهابات في جدران الأوعية الدموية وتراكم لويحات داخل الشرايين، ما يزيد مخاطر الجلطات والسكتات الدماغية. الإقلاع عن التدخين يقلل من مخاطر الإصابة القلبية ويعزز صحة الأوعية الدموية بشكل ملموس مع مرور الوقت.
