تسعى شركة xAI إلى توسيع مساعيها في مشاريع الذكاء الاصطناعي عبر تطوير ما يعرف بنماذج العالم الواقعي، وهي جيل جديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة لفهم العالم الفيزيائي والتفاعل معه، وليس الاكتفاء بتحليل النصوص والصور.
وتضع هذه الجهود الشركة في منافسة مباشرة مع عمالقة التكنولوجيا مثل Meta وجوجل، الذين يسعون أيضاً إلى تطوير أنظمة تتعلم من العالم الحقيقي وتبني عوالم جديدة تحاكيه، رغم أن التقرير لم يذكر المصطلح صراحة.
بحسب التقرير، استقطبت xAI خلال الأشهر الماضية أبرز الباحثين من Nvidia لدعم جهودها في بناء هذه النماذج، وتستند أنظمة نماذج العالم إلى تدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام مقاطع فيديو وبيانات من الروبوتات لفهم ديناميكيات الواقع مثل الحركة والفيزياء والسببية، وهي مهارات لا تملكها النماذج النصية الحالية.
على عكس أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة التي تتنبأ بالكلمات أو البكسلات، تسعى نماذج العالم إلى فهم سلوك الأشياء في بيئات ثلاثية الأبعاد مثل كيفية ارتداد الكرة أو انعكاس الضوء أو حركة روبوت داخل غرفة مزدحمة، وتهدف إلى منح الذكاء الاصطناعي حدساً فيزيائياً أقرب إلى البشر.
ونقلت الصحف عن مصدرين أن xAI تعمل حالياً على نماذج يمكن استخدامها في الألعاب الإلكترونية، بحيث يتمكن الذكاء الاصطناعي من إنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد تفاعلية وغامرة، وأشار أحد المصادر إلى أن التقنية قد تُستخدم مستقبلاً في الروبوتات لتعليمها فهم وتصميم المساحات الواقعية.
ولتسريع هذا التوجّه استعانت xAI بالباحثين السابقين في Nvidia زيشان باتيل وإيثان هي، وهما متخصصان في بناء نماذج العالم الواقعي، وتعمل Nvidia عبر منصتها Omniverse كأداة رائدة للمطورين لمحاكاة عوالم رقمية واقعية.
وأكد ماسك عبر منصة X أنه يخطط لإطلاق لعبة فيديو مميزة من إنتاج الذكاء الاصطناعي قبل نهاية العام المقبل، وهو ما أشار إليه في تصريحات سابقة وتلمح التعيينات الأخيرة إلى دخول اللعبة مرحلة متقدمة بالفعل.
كما أطلقت xAI هذا الأسبوع أحدث نموذج لتوليد الصور والفيديو مزوداً بتحديثات ضخمة، وتتاح مجاناً للمستخدمين، وتعمل الشركة حالياً على توسيع فريقها المسمى فريق أومني المكلف بابتكار تجارب ذكاء اصطناعي سحرية تتجاوز النصوص وتضم الصور والفيديو والصوت.
وتتراوح رواتب فريق أومني بين 180 ألفاً و440 ألف دولار سنوياً، كما يتضمن إعلان وظيفة لـ مدرب ألعاب فيديو أجره بين 45 و100 دولار في الساعة لتدريب نظام Grok على تصميم الألعاب.
وترى Nvidia أن سوق نماذج العالم الواقعي قد يصل حجمه إلى حجم الاقتصاد العالمي بفضل تطبيقاته في الروبوتات والأتمتة والصناعات والمركبات ذاتية القيادة.
لكن التحديات كبيرة؛ فهذه الأنظمة تتطلب كميات هائلة من البيانات وقوات حوسبة ضخمة إضافة إلى نمذجة دقيقة لقوانين الفيزياء والسلوك البشري، وهو أمر لم تصل إليه حتى الآن أكثر المختبرات تقدماً.
من جهة أخرى يعبر خبراء صناعة الألعاب عن تشكيك في جدوى الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات القطاع، فقال مايكل دوس رئيس النشر في استوديو Larian إن الذكاء الاصطناعي لن يحل المشكلة الكبرى في الألعاب وهي القيادة والرؤية، مضيفاً أن الصناعة لا تحتاج إلى حلقات لعب تنتج رياضياً أو تدرب نفسياً بل إلى عوالم تعبر عن شغف البشر وتجذبهم للتفاعل الحقيقي معها.
مع هذا المشروع يراهن ماسك على أن نماذج العالم ستكون خطوة جريئة لدمج الذكاء الاصطناعي في العالمين الواقعي والرقمي، وإن نجحت فسيغير هذا النهج طريقة تفاعل البشر والآلات مع الواقع، أما إذا فشل فسيظل مجرد فصل آخر في التجارب العلمية المستقبلية التي يخوضها.
