تشهد الجامعات الخليجية، وفي مقدمتها جامعات مملكة البحرين، ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الطلبة السعوديين الملتحقين بها خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس تحولات واضحة في المشهد التعليمي الإقليمي، ويثير تساؤلات حول دوافع هذا التوجه المتنامي.
ووفقًا لإحصاءات رسمية، تجاوز عدد الطلبة السعوديين الدارسين في البحرين 1100 طالب وطالبة، مع توقعات بزيادة مستمرة خلال الأعوام المقبلة، لا سيما في برامج الدراسات العليا.
عدة عوامل وراء الإقبال المتزايد
من أبرز الأسباب التي تقف خلف تزايد أعداد الطلبة السعوديين في الجامعات البحرينية وجود الاعتراف الرسمي من وزارة التعليم السعودية بعدد من الجامعات البحرينية، إذ أُدرجت ضمن قائمة الجامعات الموصى بها للدراسة الخارجية، ما عزز ثقة الطلبة وأسرهم بجودة التعليم المقدّم.
وتوفر البحرين بيئة تعليمية محفزة تشمل برامج أكاديمية معترف بها دوليًا، ومرافق حديثة، وتنوعًا ثقافيًا يسهم في إثراء تجربة الطالب الخليجي. كما ساهمت التسهيلات في الإجراءات والتأشيرات الدراسية في جذب الطلبة السعوديين، إذ يمكنهم الالتحاق بالجامعات البحرينية بسهولة دون تعقيدات بيروقراطية.
ويعد القرب الجغرافي والتشابه الثقافي من العوامل الجاذبة، خصوصًا لطلبة المنطقة الشرقية، حيث يمكنهم الحصول على تعليم خارجي دون الابتعاد كثيرًا عن الوطن. إضافة إلى ذلك، تقدم بعض الجامعات البحرينية تسهيلات مالية عبر الأقساط الشهرية دون فوائد، ما يسهل على الطالب السعودي تغطية التكاليف الدراسية.
توجه يعكس تحولات معرفية
ويشير هذا الإقبال المتزايد إلى رغبة الطلبة السعوديين في تنويع تجاربهم الأكاديمية والانفتاح على بيئات تعليمية جديدة ضمن الإطار الخليجي. كما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية التعليم العالي، خصوصًا في برامج الماجستير والدكتوراه، في ظل التحولات المعرفية المتسارعة التي تشهدها المملكة، وما لذلك من أثر في بناء مستقبل مهني واعد وتعزيز مكانة السعودية في مجالات البحث والابتكار.
