ذات صلة

اخبار متفرقة

نائب رئيس ميتا يحث الموظفين على استخدام الذكاء الاصطناعي للعمل بشكل أسرع

أعلن فيشال شاه، نائب رئيس ميتا لميتافيرس، عن توقعات...

الأمير وليام يمنع أطفاله منها.. أضرار الشاشات على صحة ونفسية الطفل

نهج وليام في تربية أطفاله بلا هواتف اعتمد الأمير وليام...

داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين (LADA): أعراضه وعلاجه

تعريف المرض: بين النوعين الأول والثاني

يطلق على هذا الشكل من السكري اسم داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين (LADA)، لأنه يجمع بين خصائص النوع الأول والنوع الثاني وتُصيب البالغين غالباً بعد سن الثلاثين. يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس، ما يؤدي تدريجياً إلى انخفاض قدرته على إفراز هذا الهرمون الحيوي.

في المراحل الأولى قد يتبدّى كأنه من النوع الثاني ويستجيب الجسم في بعض الأحيان للأدوية الفموية وتعديل النظام الغذائي، لكن مع مرور الوقت تتراجع قدرة البنكرياس على إنتاج الأنسولين وتزداد الحاجة إلى العلاج بالأنسولين.

كيف يتطور المرض داخل الجسم؟

يبدأ المرض بشكل خفي فيبقى البنكرياس قادراً على إنتاج كميات محدودة من الأنسولين، ما يسمح بالتحكم في السكر عبر الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والأدوية. غير أن الهجوم المناعي لا يتوقف وتستمر الخلايا المنتجة للأنسولين في التناقص تدريجيًا حتى يعجز الجسم عن تلبية الاحتياجات. وتساهم العوامل الوراثية والالتهابات المزمنة والمواد الضارة في زيادة تلف الخلايا.

التشخيص: كشف المرض الخفي خلف النوع الثاني

غالباً ما يُخطأ تشخيص LADA بأنه من النوع الثاني بسبب تشابه الأعراض وبطء التطور، لكن يمكن للطبيب ملاحظة فروق دقيقة عبر فحوص دم خاصة تشمل وجود أجسام مضادة تستهدف خلايا البنكرياس وقياس مستوى الببتيد-C الذي يعكس كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم. عند وجود فقدان وزن غير مبرر، أو انخفاض استجابة العلاج المعتاد، أو تدهور مفاجئ في الحالة، تزداد احتمالية الإصابة بـ LADA. يكشف التشخيص المبكر عن فرص أفضل للحفاظ على وظيفة خلايا البنكرياس وتأخير التدهور.

العلاج: بين الأدوية الفموية والأنسولين المبكر

يهدف العلاج إلى الحفاظ على توازن مستمر في سكر الدم والوقاية من المضاعفات. في المراحل الأولى قد تُستخدم أدوية فموية تُستخدم عادة في النوع الثاني وترافقها تغيّرات نمط الحياة لتخفيف الوزن وتحسين حساسية الأنسولين، إلا أن استمرار انخفاض خلايا بيتا يجعل الأنسولين الخارجي هو الخيار الأساسي. تشير الدراسات إلى أن البدء المبكر في علاج بالأنسولين بعد التشخيص يساعد في الحفاظ على الخلايا المنتجة للأنسولين وتحسين التحكم الأيضي وتقليل الالتهاب المناعي الذاتي. غالباً ما يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين خلال سنوات من ظهور المرض وتختلف الجرعات حسب الاحتياجات اليومية.

دور نمط الحياة في إدارة المرض

لا يقتصر العلاج على الدواء بل يعتمد أيضاً على نمط حياة مستقر؛ فاتباع نظام غذائي متوازن منخفض السكريات المشبعة وغني بالألياف والبروتينات، وممارسة الرياضة بانتظام، ومراقبة سكر الدم بشكل منتظم، وتجنب التدخين والحد من التوتر النفسي جميعها عوامل تعزز الاستجابة للعلاج وتؤخر الاعتماد على الأنسولين.

المضاعفات المحتملة إن لم يُعالج المرض بدقة

يؤدي عدم التحكم إلى ارتفاع مستمر في السكر، ما يسبب مضاعفات تشمل أمراض الكلى المزمنة، واعتلال شبكية العين وفقدان البصر، وأمراض القلب والشرايين، وتلف الأعصاب وصعوبات في التئام الجروح. كما تزداد احتمالية وجود اضطرابات الغدة الدرقية بسبب اضطراب مناعي مشترك، وهو ما يستوجب متابعة الغدد الصماء. ومع الالتزام بالعلاج والمراقبة الصحية يمكن أن يتمتع المصاب بعمر طبيعي قريب من الأصحاء.

الوقاية والتباطؤ في التقدم

لا توجد طريقة معروفة لمنع LADA نظراً لأسبابه المناعية الوراثية، لكن الكشف المبكر والتدخل العلاجي السريع والالتزام بنمط حياة صحي جميعها عوامل تتيح إبطاء تدمير البنكرياس والتأجيل في الاعتماد الكامل على الأنسولين. وتظل الوعي بين المرضى والأطباء عاملاً رئيسياً في محاربة هذا الشكل من السكري.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على