ذات صلة

اخبار متفرقة

حزام طحالب ضخم يبلغ طوله أكثر من 8850 كيلومتراً يمكن رؤيته من الفضاء

الحزام وامتداده وتأثيره البيئي يمتد لمسافة تتجاوز 8850 كيلومتراً من...

“القلب الصامت” أبرز أسباب تكرار السكتات الدماغية لدى كبار السن

خطر الرجفان الأذيني وتأثيره على الدماغ يُعرف الرجفان الأذيني بأنه...

التهاب الحلق عند الأطفال: عرض شائع مع تغير الفصول يختفي غالبًا دون علاج

يُعَد التهاب الحلق من أبرز المشاكل الصحية الشائعة، فهو...

من اللوز إلى الكاجو: الزمن الأنسب لتناول هذه المكسرات السبع.

ابدأ بفهم أن توقيت تناول المكسرات قد يعزز فوائدها،...

علماء من كاوست يعرضون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة

اكتشاف تاريخي يحسم مسألة جفاف البحر الأحمر وتكوينه من جديد

أظهر فريق الباحثين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) أن البحر الأحمر جفّ تمامًا قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائجه في المجلة العلمية Communications Earth & Environment.

وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات التأريخ الكيميائي، أُثبت أن هذا التحول الهائل حدث خلال فترة لا تتجاوز مئة ألف عام.

وكشف البحث أن الحوض كان متصلًا بالشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل ثم انقطع الاتصال، مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية، وفي الجنوب قرب جزر حنيش وُجدت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي.

وبعد نحو 6,2 مليون سنة اندفعت مياه المحيط الهندي عبر الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر.

ثم امتلأ الحوض مجددًا لتغمره المياه وتعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة، وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان زانكلي الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط، ما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.

وتكوّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان واديًا صدعيًا ضيقًا مليئًا بالبحيرات، ثم اتسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.

وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما تُظهر الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف حركة المياه إلى زيادة الملوحة، فبدأ انقراض الكائنات البحرية بين 15 و6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.

ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات وتراكم الترسبات الملحية وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت ظروف بيئية قاسية لكنها استطاعت في نهاية المطاف استعادة نظامها البحري المزدهر.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على