ذات صلة

اخبار متفرقة

حسام حسين لبش: من الصحافة إلى السينما… مسيرة تجمع الكلمة بالصورة

  مقدمة: منذ بداياته في دار الصدى الإماراتية عام 2005، سطع...

صورة جديدة من الفضاء تكشف ولادة كوكب خارج المجموعة الشمسية

أكّد فريق من علماء الفلك وجود كوكب أولي غازي...

سبع تمارين تنفّس تساهم في خفض ارتفاع ضغط الدم

تساعد تمارين التنفّس على خفض ضغط الدم ومعدل ضربات...

مي حلمي تبرز أناقتها في أحدث ظهور

خطفت الأنظار بإطلالة لـ مي حلمي حيث ارتدت بلوزة...

«بيت الشاورما» يطلق مبادرة بالتعاون مع جمعية زهرة لدعم مرضى سرطان الثدي.

بيت الشاورما يطلق مبادرة إنسانية مع جمعية زهرة لسرطان...

داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين (LADA): أعراضه وعلاجه

يظهر داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين كحالة تجمع بين خصائص النوعين الأول والثاني من السكري، وتُصيب البالغين غالبًا بعد سن الثلاثين.

يتطور المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، ما يؤدي تدريجيًا إلى تراجع قدرته على إفراز هذا الهرمون الحيوي.

يُطلق على LADA أحيانًا لقب “السكري من النوع 1.5” لأنه يقع بين الشكلين الأكثر شيوعًا، فبينما يتعرّض الجهاز المناعي لخلايا البنكرياس بصورة سريعة في النوع الأول، يتم في LADA بشكل أبطأ، مما يجعل في البداية يبدو المصاب كأنه مصاب بالنوع الثاني. قد يستجيب الجسم لبعض الأدوية الفموية في المراحل الأولى، لكن مع الوقت تفقد خلايا البنكرياس قدرتها على إنتاج الأنسولين وتزداد الحاجة إلى العلاج بالأنسولين.

كيف يتطور المرض داخل الجسم؟

يبدأ بشكل خفي، إذ يظل البنكرياس قادرًا على إنتاج كميات محدودة من الأنسولين في البداية، ما يسمح للمريض بالتحكم جزئيًا في سكر الدم عبر الغذاء الصحي والرياضة والأدوية. لكن الهجوم المناعي يستمر وتتراجع خلايا بيتا تدريجيًا حتى يفقد الجسم قدرته على مواكبة احتياجاته. وتبين أبحاث أن العوامل الكيميائية والالتهابات المزمنة تساهم في تلف الخلايا إلى جانب العوامل الوراثية.

التشخيص

غالبًا ما يُخطئ تشخيص LADA في البداية باعتباره من النوع الثاني بسبب تشابه الأعراض وتطور المرض بشكل بطيء. لكن يمكن التمييز من خلال فحوص تشمل اكتشاف وجود أجسام مضادة تستهدف خلايا البنكرياس وقياس الببتيد-C الذي يعكس كمية الأنسولين التي ينتجه الجسم. إذا ظهر فقدان وزن غير مبرر، أو عدم استجابة للعلاج المعتاد، أو تدهور مفاجئ في الحالات، فهذه إشارات تدعو إلى فحص دقيق لاحتمال الإصابة بـ LADA. يساعد التشخيص المبكر في إبطاء تدمير الخلايا والحفاظ على وظيفتها لفترة أطول.

العلاج

يهدف العلاج إلى الحفاظ على استقرار السكر والوقاية من المضاعفات. في المراحل الأولى قد تفيد أدوية تنظيم السكر المستخدمة في النوع الثاني، خصوصًا إلى جانب نظام غذائي يهدف إلى خفض الوزن وتحسين حساسية الجسم للأنسولين. لكن مع استمرار تراجع خلايا بيتا تصبح هذه الأدوية أقل فاعلية ويصبح العلاج الأساسي هو الأنسولين الخارجي. وتبيّن أن البدء المبكر في العلاج بالأنسولين بعد التشخيص يساعد في حماية الخلايا المنتجة للأنسولين وتحسين التحكم الأيضي وتقليل الالتهاب الذاتي. غالبًا ما يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين خلال سنوات من ظهور المرض، مع اختلاف الجرعات حسب الاحتياجات الفردية.

دور نمط الحياة في إدارة المرض

يلعب نمط الحياة دورًا محوريًا، فالتزام بنظام غذائي متوازن منخفض الدهون المشبعة وغني بالألياف والبروتينات، وممارسة منتظمة للرياضة يساعدان في تحسين حساسية الجسم للأنسولين. كما ينبغي مراقبة السكر في الدم بصورة دورية وتجنب التدخين وتقليل التوتر، لأن الإجهاد المستمر يرفع السكر ويؤثر سلبًا على استجابة الجسم للعلاج.

المضاعفات المحتملة

إذا أهمل العلاج قد يصاب الشخص بمضاعفات تشمل أمراض الكلى المزمنة، واعتلال الشبكية وفقدان البصر، وأمراض القلب والشرايين، وتلف الأعصاب وصعوبات التئام الجروح. كما أن اضطرابًا مناعيًّا قد يصيب الغدد الأخرى، مثل الغدة الدرقية، مع متابعة دقيقة للغدد الصماء. لكن الالتزام بالعلاج والمراقبة الصحية يمكن أن يمنح المصابين فرصة عمر موازية للأصحاء.

الوقاية ليست ممكنة… ولكن يمكن إبطاء التقدم

لا توجد طريقة معروفة لمنع LADA نظرًا لطبيعته المناعية الوراثية. إلا أن الكشف المبكر والتدخل العلاجي السريع والالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يبطئ تدهور البنكرياس ويؤخر الاعتماد على الأنسولين. الوعي بين المرضى والأطباء يبقى السلاح الأنجع لمكافحة المرض.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على