العلاقة بين القلق والاكتئاب
تتشابه القلق والاكتئاب في أساس بيولوجي، فالحالات القلقية أو انخفاض المزاج المستمرين ترتبط بتغيرات في وظيفة النواقل العصبية، ويُعتقد أن انخفاض السيروتونين يلعب دورًا في كليهما إلى جانب مواد كيميائية أخرى كالدوَبان والدَورينالين.
رغم تشابه الأسس البيولوجية، تختلف علامات القلق والاكتئاب في التعبير والعرض، لذا يمكن اعتبارهما وجهين لعملة واحدة، فهما قد يظهران معًا أو يتتابعان كرد فعل على أحدهما، وعند وصول القلق واضطرابات المزاج إلى حد تشخيصٍ واحدٍ في آنٍ واحد تصبح الحالات مرضية مشتركة.
الاختلافات العقلية: القلق مقابل الاكتئاب
العلامات العقلية للقلق
قد يعاني الأشخاص المصابون بالقلق من قلق حول المستقبل أو موضوعات متعددة، وتدور في أذهانهم أفكار لا يمكن السيطرة عليها وتتصاعد بسرعة، وقد يحاولون تجنّب المواقف التي قد تثير القلق حتى لا تستعر المشاعر والأفكار، كما قد يخشون الموت بسبب الخوف من أعراض جسدية أو نتائج خطيرة متوقعة.
ويمكن أن تختلف هذه العلامات بناءً على نوع القلق، فمثلاً قد يعاني الشخص المصاب بالقلق العام من مخاوف مستمرة حول مواضيع متنوعة، بينما القلق الاجتماعي يميل إلى الخوف من التقييم السلبي أو الرفض من الآخرين ويُثير القلق في مواجهة مواقف اجتماعية جديدة.
العلامات العقلية للاكتئاب
قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من اليأس المستمر بأن المستقبل لن يحمل أي شيء إيجابي لهم أو للعالم، وشعور بأنهم بلا قيمة أو أن من هم أو ما يفعلونه لا يهم، وتكرار التفكير في الموت أو الانتحار، خاصة في حالات الاكتئاب الشديد حيث تستمر هذه الأفكار لمعظم اليوم ولأسابيع مع تقلب المزاج بين الانخفاض الشديد والارتفاع، وهو ما قد يستدعي توجيه الانتباه إلى اضطرابات مزاجية أخرى في بعض الحالات.
العلامات الجسدية: القلق مقابل الاكتئاب
العلامات الجسدية للقلق
صعوبات في التركيز بسبب حالة التوتر أو الأفكار المتسارعة، صعوبات النوم أو البقاء نائمًا، دوخة، اضطرابات جهاز هضمي، زيادة معدل ضربات القلب والتعرق، توتر العضلات، وضيق في التنفس.
العلامات الجسدية للاكتئاب
تغيّرات في الطاقة، فقدان الشهية أو زيادة كبيرة فيها، بطء في الحركة والتفكير والكلام، آلام جسدية بلا سبب، النوم أكثر أو أقل من المعتاد، وتغيرات في الانتباه والتركيز.
شدة الأعراض والتشخيص
عادةً ما تمر فترات قصيرة من انخفاض المزاج أو القلق نتيجة ضغوط الحياة، لكن لتلبية الحد التشخيصي لاضطراب القلق يجب أن تكون الأعراض مستمرة لفترة، وتكون مزعجة، بينما تُشخّص اضطرابات المزاج عندما تظهر الأعراض بشكل متكرر لمدة أسبوعين على الأقل.
أساليب المساعدة الذاتية والعلاج
أساليب المساعدة الذاتية
إذا كانت الأعراض خفيفة وتأتي وتذهب، أو كنت قد تلقيت علاجًا سابقًا وتخشى الانتكاس، فقد تكون التدخلات الذاتية مناسبة، بما فيها كتب ومواقع وتطبيقات تدعم تقنيات قائمة على أدلة وتعلّم مهارات مثل التأمل والتمارين الاسترخائية.
العلاج النفسي
هناك عدة أنواع من العلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو يساعد على التعامل مع فخاخ التفكير غير المفيدة وتعديل السلوكيات. بالنسبة للقلق، يهدف العلاج إلى تقليل السلوك التجنبي وتفكيك مخاطر الخوف، وبالنسبة للاكتئاب يهدف إلى تعزيز مشاعر إيجابية ونشاط وتفاعل مع العالم، حتى ولو بمكافآت صغيرة. في العلاج النفسي الديناميكي، قد يُطلب من المريض الحديث بحرية عن الماضي والحاضر لاستخلاص الأفكار اللاواعية والصراعات وراء الأعراض.
