احرص على الانتباه إلى علامات قد تشير إلى سرطان وتكون فرص الشفاء أعلى عند الكشف المبكر.
تضخم الغدد الليمفاوية
تُعد الغدد الليمفاوية جزءًا أساسيًا من جهاز المناعة وتعمل كنظام إنذار مبكر عندما يحارب الجسم العدوى. غير أن التورم المرتبط بالسرطان يختلف عن الالتهابات، فغالبًا ما يكون غير مؤلم، صلبًا، ويستمر في النمو دون اختفاء. تشير دراسة هولندية إلى أن نحو 1% فقط من حالات تضخم الغدد الليمفاوية تكون مرتبطة بالسرطان، بينما تعود النسبة الأكبر إلى التهابات أو أمراض بسيطة. مع ذلك، تورم العقدة لأكثر من بوصة واحدة، أو استمرارها لأكثر من أسبوعين، أو ازدياد حجمها بسرعة يستدعي مراجعة الطبيب وإجراء خزعة لمعرفة السبب.
تغيرات في عادات الأمعاء
يُعتبر الجهاز الهضمي من أكثر الأجهزة حساسية تجاه التغيرات الصحية، وأي اضطراب في نشاط الأمعاء قد يكون مؤشرًا لمشكلة أعمق. أظهرت دراسة أن مرضى سرطان القولون والمستقيم دون سن الخمسين لاحظوا تغييرات واضحة في العادات، مثل الإسهال أو الإمساك المتكرر أو الشعور بعدم الإفراغ الكامل. كما أبلغ ما يقارب نصفهم عن نزيف شرجي، واشتكى نحو نصفهم من آلام مزمنة في البطن. ظهور عرضين أو أكثر من هذه الأعراض لمدة تزيد على شهرين يستدعي فحوصات متخصصة للكشف عن الأسباب المحتملة.
فقدان الوزن غير المبرر
قد يظهر فقدان الوزن دون اتباع حمية أو جهد بدني مبالَغ فيه كإشارة خطيرة. وفق دراسة أُجريت على بيانات واسعة، فقدان 10% من الوزن دون سبب واضح ارتبط بارتفاع في احتمالية الإصابة بالسرطان خلال العام التالي. قد تكون فقدان الوزن المفاجئ مرتبطًا بسرطانات المعدة أو البنكرياس أو الرئة أو القولون، وتستدعي فحصًا طبيًا شاملاً لمعرفة السبب الحقيقي.
السعال المزمن والمستمر
السعال الذي يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع يستحق الانتباه، خاصة إذا لم يكن مرتبطًا بنزلة برد أو حساسية موسمية. قد يكون السعال المزمن من أبرز الأعراض المبكرة لسرطان الرئة. ففي دراسات شملت مرضى سرطان الرئة، كان السعال المستمر العرض الأول والأكثر شيوعًا الذي أدى إلى التشخيص، ويجب التنبيه إلى وجود ألم في الصدر أو خروج دم مع البلغم أو ضيق في التنفس عند استمرار السعال رغم العلاج.
أهمية الفحص المبكر
يؤكد الأطباء أن السرطان لا يبدأ فجأة، بل يرسل إشارات مبكرة عبر الجسم يمكن ملاحظتها عندما ينتبه الإنسان لتغيراته. فالفحوصات الدورية ومراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غريب هما الطريق الأنسب لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، حيث تكون فرص الشفاء عالية جدًا. تجاهل الأعراض أو الاعتماد على العلاج الذاتي أمر خطير، فالعناية بالصحة واليقظة نحو الإشارات الجسدية تشكلان السلاح الأول لمواجهة السرطان وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.
