ما هو “انحياز الانتباه”؟
أجرت جامعة كانساس الأمريكية دراسة في علم النفس على 90 فتاة مراهقة خلال ثلاث سنوات باستخدام نظارات تتبع حركة العين لبحث أصول القلق المحتمل لدى المراهقات.
ركزت الدراسة على مفهوم يُسمّى “انحياز الانتباه” كآلية توجه الانتباه في البيئات، وتوضح كيف أن التركيز على إشارات سلبية قد يكون مرتبطاً بمخاطر القلق.
أظهرت النتائج أن المراهقات اللاتي تجنّبن النظر إلى الملاحظات السلبية المحتملة خلال خطاباتهن شعرن بارتفاع أكبر في أعراض القلق مع مرور ثلاث سنوات، حتى عند أخذ القلق الأساسي بعين الاعتبار.
يرى الباحثون أن هناك اختلافات بين الشباب والبالغين في كيفية استجابة الانتباه للمحفزات السلبية، وهو ما دفع الباحثين إلى فهم المدى الذي يصل إليه انحياز الانتباه لدى المراهقات بشكل خاص.
تفاصيل المهمة والنتائج
طُلب من المشاركات أن يتخيّلن أنهن يخضن تجربة أداء لبرنامج تلفزيوني واقعي للأطفال، وعليهن إقناع المقيمين باختيارهن للبرنامج، مع وجود دقيقتين فقط لإعداد خطاب مدته دقيقتان.
كان أحد المحكّمين هو “القاضي الإيجابي” الذي تلقى تعليمات بتقديم إشارات غير لفظية داعمة كل عشر ثوانٍ مثل الابتسامة والإيماءات وردود فعل دافئة، بينما كان المحكّم الآخر هو “القاضي المحتمل النقدي” محافظاً على تعبير وجه محايد طوال الوقت.
أفادت الفتيات بأن تجنّب الاهتمام بالإشارات السلبية المحتملة أثناء خطاباتهن أدى إلى زيادة أكبر في القلق مع مرور الوقت.
شرحت ألين أن فكرة “انحياز الانتباه” تعني توجيه الانتباه بشكل غير متوازن عبر البيئات. وتوضح أن هذه الدراسة سعت لفهم كيفية حدوث ذلك لدى المراهقات بشكل واقعي أكثر من مجرد استخدام صور ثابتة.
يرى الباحثون أن الفتيات قد يكنّ أكثر حساسية لتأثيرات الضغط الاجتماعي، ما قد يسهم في ظهور اضطرابات القلق خلال فترة المراهقة.
كان العمر لدى المشاركات بين 13 و15 عامًا بحلول السنة الثالثة من الدراسة.
تجري حالياً تحليل بيانات تتبع العين لدى أمهات يشاهدن خطابات بناتهن أمام المحكّمين من نفس مجموعة البيانات، بهدف فهم كيف يؤثر الانتباه إلى التهديدات المحتملة على التفاعل العائلي.
كانت الأمهات في الغرفة يرين بناتهن ويرتدين نظارات تتبّع حركة العين لمراقبة مدى انتباههن للتهديدات المحتملة وكيفية تأثير ذلك على التفاعل وتوجيه المساعدة في الاستعداد للمهمة.
أوضحت دراسة لاحقة أن الأمهات الأكثر يقظة تجاه التهديدات قد يتصرفن بطرق تزيد من إجهاد الأطفال، مثل تولّي المهمة بدل منح الأطفال استقلالية العمل.
تستخدم دراسة حالية في مختبر ألين لعلم وظائف الأعضاء الكهربائية لفهم أفضل لكيفية استجابة أدمغة الأمهات والأطفال عند ملاحظة محفزات غامضة.
