واجه سيرجيو كونسيساو طريقًا ليس مفروشًا بالورود أمامه، بل مليئًا بالشقاء والتحديات التي صاغت شخصيته الصلبة.
وُلد في عائلة متواضعة تضم ثمانية أبناء، يعمل والده في البناء وتدير والدته المنزل رغم مرضها.
في شوارع ريبيرا دي فراديس وجد الصبي النحيل في كرة القدم مهربًا من قسوة الحياة، فشجع سبورتينغ لشبونة وحلم بأن يصبح لاعبًا كبيرًا.
بدأ في أكاديمية أكاديميكا، حيث لفت أنظار الكشافين بموهبته وسرعته وإصراره الذي لا يلين.
في السادسة عشرة من عمره تلقّى صدمة بوفاة والده في حادث دراجة نارية، بعد يوم واحد فقط من توقيعه لنادي بورتو. ويقول كونسيساو في إحدى مقابلاته: «في اليوم التالي لتوقيعي، فقدت والدي… شعرت بالضياع، وفكّرت في ترك كرة القدم».
لكن القدر كان يرسم له طريقًا آخر؛ فبعد عامين فقط فقد والدته التي كانت تعاني المرض، ثم رحل شقيقه الأصغر لاحقًا.
تتابعت المآسي، لكنها شكّلت داخله قوةً نادرة وروحًا لا تعرف الانكسار.
اشتهر كونسيساو لاعبًا بسرعته الفائقة ومهارته في المراوغة وصناعة الأهداف، ولعب لأندية كبرى مثل بورتو ولاتسيو وإنتر ميلان.
يبرز كمدربٍ ببصمته التكتيكية من الاستحواذ والانضباط والجرأة الهجومية.
عاد بورتو تحت قيادته إلى واجهة البطولات الأوروبية بأسلوب يجمع بين الشراسة والتنظيم.
تربط حياته العائلية بينه وبين كرة القدم، فتعكس زوجته ليليانا حبها له منذ المراهقة، وأبناؤه الخمسة سيرجيو الابن، رودريغو، مويسيس، فرانسيسكو، وخوسيه.
سار اثنان من أبنائه على خطاه؛ رودريغو وفرانسيسكو لعبا تحت قيادته في نادي بورتو.
كرّمت مدينة كويمبرا سيرجيو كونسيساو بإطلاق اسم الملعب البلدي على اسمه.
روح العطاء
يتميز كونسيساو خارج المستطيل بالأعمال الإنسانية في بورتو، حيث يدعم الأسر المحتاجة ويشارك في مبادرات للشباب.
ساهم خلال جائحة كورونا في تقديم المساعدات للعائلات المتضررة بعيدًا عن الأضواء، مؤكدًا أن “العطاء هو أعظم انتصار”.
من قسوة الحياة إلى مجد العميد
يواصل قيادة نادي الاتحاد السعودي في مرحلة جديدة، حاملاً الروح ذاتها التي قادته من الألم إلى قمم المجد، روح لا تعرف الانكسار.
