أسباب وخطورة الابتزاز الإلكتروني
أصبح الابتزاز الإلكتروني أحد أخطر التحديات التي قد يواجهها الأبناء في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الاعتماد على الإنترنت في الحياة اليومية. فالمجرمون يستغلون الثقة وقلة الخبرة التقنية لدى البعض ليخترقوا الحسابات ويحصلوا على صورهم ومعلوماتهم الشخصية، ثم يبدؤون في تهديدهم واستغلالهم نفسيًا وماديًا وأخلاقيًا. وهنا يظهر دور الأهل كخط الدفاع الأول، فالدعم النفسي والتفاهم الأسري هما العنصران الأساسيان لحماية الأبناء من الانهيار أو التصرفات المتهورة التي قد تقود إليها المخاوف أو الشعور بالذنب.
توضح أخصائية الصحة النفسية وتعديل سلوك المراهقين أن أغلب حالات الابتزاز تبدأ برسالة أو رابط يحتوي مغريات أو عروض وهمية، وبمجرد فتحه يتم اختراق البيانات والصور، ثم يبدأ المبتز في إرسال رسائل أو مقاطع تحمل تهديدات وطلبات مختلفة، وغالبًا ما يخشى الضحية المواجهة القانونية أو الفضيحة فيتجاوب خوفًا من العار أو التشهير.
وتقدم الاستشارية عددًا من الخطوات التي يمكن للأسر اتباعها لمساعدة الأبناء على مواجهة الابتزاز والتغلب على آثاره النفسية والاجتماعية.
التعامل بهدوء
احرص على تهدئة الأبناء واحتوائهم نفسيًا، فالمشاعر القوية قد تدفع إلى ردود غير محسوبة؛ لكن الهدوء ليس تجاهلًا، بل أساس لاتخاذ قرارات صحية ومسؤولة تدعم التعامل المتزن مع الموقف.
خطوات واضحة لمواجهة المبتز
حدد بداية التواصل مع المبتز ونواياه، ففهم الهدف يساعد على وضع خطة عملية بالتنسيق مع الجهات القانونية أو المتخصصة.
اللجوء إلى الموثوقين
اعتبر الأسرة جهة آمنة يجب أن يلجأ إليها الأبناء دون خوف من اللوم أو العقاب، كما يلزم الاستعانة بالمختصين النفسيين والقانونيين لتقديم الدعم اللازم، فالتكتم أو التعامل الفردي غالبًا ما يزيد من حجم الضرر.
تجنب التهديد أو الرد العنيف
تجنب تهديد المبتز أو مواجهته مباشرة، فذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية؛ الأفضل جمع الأدلة والتواصل مع الجهات المختصة لضمان ردع المبتز بطريقة آمنة وقانونية.
عدم لوم الذات
تذكّر أن الضحية ليست المذنبة، وأن المبتز هو المسؤول عن الفعل الإجرامي، وهذا الوعي ضروري لتجاوز الأزمة وعدم الوقوع في دوامة جلد الذات أو الانعزال.
الابتعاد عن تأثير الآخرين السلبي
على الأبناء أن يدركوا أن رأي الآخرين لا يجب أن يحدد قيمتهم أو قراراتهم، وأن مواجهة الابتزاز تحتاج إلى شجاعة ودعم أسري، لا إلى الخوف من الكلام.
الاهتمام بالنشاط الجسدي والنفسي
بعد تجاوز الصدمة من المهم تشجيع الأبناء على العودة للحياة الطبيعية من خلال الرياضة والمشي ومزاولة الهوايات، لما لذلك من أثر كبير في تفريغ التوتر واستعادة التوازن النفسي.
