يُعَد قصور القلب أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا، فعند الحديث عنه غالبًا ما يخطر في بالنا انسداد الشرايين والنوبات القلبية. لكن هناك عامل غير شائع يسبب قصور القلب أحيانًا ويظل بعيدًا عن التشخيص لسنوات.
ما هو الداء النشواني القلبي
يكشف هذا الداء عن سبب غير شائع لقصور القلب يتمثل في تراكم بروتينات شاذة تسمّى أميلويد في عضلة القلب. وتزداد شهرة هذا المرض خاصة بين كبار السن عندما تتراكم رواسب البروتين غير الطبيعي وتتسبب في تصلّب القلب وتقلّ مفعوله في ضخ الدم. ولا يقتصر تأثير الداء النشواني على القلب فقط؛ فقد يؤثر أيضًا في الكلى والكبد والجهاز العصبي. ويقسَم إلى نوعين رئيسيين يؤثران في القلب: AL النشوانيات خفيفة السلسلة وتنشأ من إنتاج بروتينات خفيفة مطوية بشكل غير صحيح في نخاع العظم، وATTR النشواني ترانسثيريتين الذي يحدث بسبب بروتين ترانسثيريتين معيب أو غير مستقر، وقد يكون وراثيًا (ATTR وراثي) أو مرتبطًا بالتقدم في العمر (ATTR بري).
كيف يؤثر داء النشواني القلبي على القلب؟
يحفّز تراكم الأميلويد قلبك ليصبح أكثر تيبسًا، فتزداد سماكة جدران القلب وتفقد العضلة مرونتها، وهذا ليس بسبب نمو العضلة بل بسبب الترسبات اللزجة. ونتيجة ذلك يفشل القلب في ملء الدم بشكل صحيح أثناء الانبساط، ثم يفقد قدرته على ضخ الدم بشكل كافٍ مع الوقت، وهو ما يُعرف باختلال الانبساط وانقباض القلب. وتظهر أعراض مثل ضيق التنفّس عند المجهود أو أثناء الاستلقاء، وتورم الساقين والكاحلين والبطن، والشعور بالتعب، والدوخة أو الإغماء، واضطرابات نبضات القلب كالرُجفان الأذيني، إضافة إلى الشعور بالضغط في الصدر واحتباس السوائل وزيادة وزن الماء.
الأعراض والتشخيص المبكر
تشير الأعراض إلى قصور القلب لكنها غالبًا ما تشبه أمراض قلبية أخرى، مما يجعل تشخيص النشواني القلبي إلى أن يُخطئ به في بعض الحالات، خاصة عند كبار السن. وفي الواقع ليس الداء النشواني نادرًا، ولكنه غالبًا ما يبقى غير مُشخّص مبكرًا، لذا فإن رفع الوعي بالمرض والاكتشاف المبكر يمثلان أهم عوامل تحسين النتائج وتوجيه العلاج بشكل صحيح.
