ذات صلة

اخبار متفرقة

إنستغرام يفكّر في طرح نسخة من تطبيقه للتلفزيونات الذكية

التوسع نحو التلفزيون وتطبيقات الآيباد في Instagram تسعى إنستجرام إلى...

6 أطعمة صحية ترفع مستوى سكر الدم، والطريقة الصحيحة لتناولها

يرتفع مستوى السكر في الدم عند الإفراط في تناول...

برج القوس: حظك اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، واصل إبداعك

تقدّم هذه القراءة توقعات برج القوس من 23 نوفمبر...

برج الدلو: حظك اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 – أثبت اجتهادك

برج الدلو وحظك اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 يحافظ الدلو...

برج الحوت: حظك اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025

تفتح أمامك تحديات جديدة في العمل تدفعك لاكتساب خبرات...

ضريح يابانى مقدس يتعرض للهدم وإعادة البناء كل عشرين عامًا منذ 1300 عام.. اعرف القصة

يبدأ كهنة الشنتو إلى جانب عمال الغابات الذين يرتدون ملابس بيضاء احتفالية طقسًا مهيبًا لقطع شجرتي سرو عملاقتين عمرهما أكثر من 300 عام، تتردد ضربات الفؤوس من ثلاث اتجاهات في انسجام حتى تسقط الأشجار وسط صدى عميق يخترق الغابة، وهذا المشهد ليس مجرد تقليد بل هو بداية دورة جديدة من إعادة بناء ضريح إيسى جينجو، أقدس أضرحة الشنتو في اليابان، الذي يُهدم ويُعاد بناؤه من البداية كل عشرين عامًا منذ قرون.

تبدأ خطوة الحصاد ضمن مشروع طويل يستغرق نحو تسع سنوات بتكلفة تقارب 390 مليون دولار، ويشارك فيه نخبة من النجارين والحرفيين والعمال الذين يكرسون حياتهم لتفاصيل دقيقة، في عملية هدم وبناء نسخة جديدة مطابقة تمامًا للهياكل السابقة، وبينما يقدس الكهنة طقوس البناء يهتف العمال بعبارات تحمل الأمل في الخلود: “مبنى لألف عام! عشرة آلاف عام! مليون عام وإلى الأبد!”، كإصرار على فكرة الاستمرارية التي تتجاوز حياة الإنسان إلى معنى الأبدية.

دورة مقدسة تعكس فلسفة الزمن والحياة

منذ عام 690 في عهد الإمبراطورة جيتو، توثّقت أول عملية إعادة بناء لإيسى، ومنذ ذلك الحين تتكرر الدورة كل 20 عامًا ليعاد بناء مبانى الأضرحة الـ125، إلى جانب أكثر من 1500 ثوب وأداة طقسية، باستخدام تقنيات تقليدية موروثة بعناية وترافق العملية 33 مهرجانًا واحتفالًا يصل ذروته في انتقال الإله الرئيس إلى الضريح الجديد، ويُكرَّس الضريح الداخلى لإلهة الشمس أماتيراسو التي يعدها أتباع الشنتو أصل الروحانية اليابانية، ويعتقد كثيرون أن هذه الدورة الزمنية تعكس عمر الإنسان بمراحله الثلاث: الولادة، البلوغ، ثم الموت، وهو ما يجعل الهدم والبناء رمزًا لفلسفة الحياة نفسها.

روحانية تتجلى في الغابة والطقوس تعم المكان، ففى الغابة في ناغانو يغرز الحطابون طرف شجرة جديدة في جذع شجرة مقطوعة كنوع من الصلاة لتخليد حياة الأشجار وتجديد الغابة، وتصف الكثير من الحكايات تلك اللحظة بأنها مزيج من الحزن والجلال، إذ يُشبه صوت كسر السرو عند الضربة الأخيرة صرخة حزينة كأن الأشجار تبكي على حياتها، وترافق الطقوس مواكب بالفوانيس واحتفالات سرية للكهنة، بينما يشهد الآلاف هذه اللحظات كحدث نادر لا يتكرر إلا مرات قليلة في حياة الفرد، وتظل الهبة الروحية للمكان ومهابة الطقوس تذكيرًا بأن ضريح إيسى رمز عميق للذاكرة اليابانية وروحها المتجددة عبر القرون.

استمرارية الضريح وسط تحديات التاريخ والتحولات الاجتماعية تتخطّى فترات انقطعت فيها إعادة البناء، مثل الحروب الأهلية اليابانية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وكذلك عقب الحرب العالمية الثانية، ثم عادت الظروف لتدعمه وتستمر. ومع تطور المدن وانخفاض أعداد سكان الريف تقلص عدد أضرحة الشنتو، لكن ضريح إيسى بقي شاهدًا على قدرة المجتمع على حماية تراثه. عند مرور الزوار عبر جسر الضريح يتحول شعورهم وتخفُّ أنفاسهم، فإلى جانب الطبيعة المحيطة يجدون عمقًا روحيًا يصعب وصفه بالكلمات، فالأضرحة ليست مباني فحسب بل كيانات حيّة تربط الإنسان بالطبيعة والإله، وتعيد صياغة علاقة اليابانيين بجذورهم الروحية جيلاً بعد جيل.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على