ذات صلة

اخبار متفرقة

خمسة علامات تستدعي إجراء اختبار وظائف الرئة.

يقترب فصل الشتاء وتزداد أهمية جودة الهواء والتنفس، فمع...

هبة مجدي تخطف الأنظار بإطلالة كاجوال لافتة في أحدث ظهور لها

شاركت الفنانة هبة مجدي جمهورها صوراً جديدة لها عبر...

هبة قطب ترد على شائعات حفل زفاف ابنتها: كلام غير صحيح وصفحات رخيصة

نفت الدكتورة هبة قطب صحة ما تردد حول تصريحات...

5 إشارات توضح ضرورة إجراء اختبار وظائف الرئة

تزداد أهمية جودة الهواء والتنفس مع اقتراب فصل الشتاء...

الزراعة الذكية في المملكة: ثورة خضراء من أجل استدامة الموارد وتحقيق الأمن الغذائي

تسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى توطين الزراعة الحديثة في المملكة، وتدعم وتُشجِّع الابتكار والبحث في القطاع الزراعي، بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاستيراد مع المحافظة على الموارد الطبيعية والمائية والبيئة، باستخدام تقنيات الزراعة المائية مثل الهيدروبونيك، والأكوابونيك، والزراعة العمودية، والبيوت المحمية، والزراعة الذكية القائمَة على الذكاء الاصطناعي، ما يقلل استهلاك المياه ويرفع الإنتاجية ويحسن كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.

لم تعد البيئة الصحراوية عائقًا أمام إنتاج الغذاء، بل أصبحت أرضًا واعدة للابتكار الزراعي بفضل التقنيات الحديثة التي أحدثت نقلة في أساليب الإنتاج وفتحت آفاق أمام المستثمرين ورواد الأعمال. وتبرز أهمية الزراعة الحديثة في توفير أغذية آمنة وخالية من التلوث، وتقليل استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الضارة بالصحة والبيئة، إضافة إلى التغلب على آثار التغير المناخي، وتساهم في رفع الإنتاجية وجودة المحاصيل مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل تكاليف الإنتاج بما يضمن زيادة دخل المزارعين وتحسين معيشتهم.

وتُعد الزراعة الذكية علاجًا وركيزة حيوية لتحسين كفاءة استغلال الموارد وزيادة الإنتاج في القطاع الزراعي، حيث وضعت وزارة البيئة حجر الأساس لمشروع الزراعة الذكية في الرياض، كخطوة تهدف إلى التحول في مسيرة الزراعة الحديثة وتعزيز الابتكار في قطاع الزراعة، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط.

التقنيات الذكية في الزراعة الحديثة

وتعتمد المملكة حزمة من التقنيات الزراعية الذكية التي أثبتت كفاءتها في البيئات الجافة، أبرزها الزراعة المائية (Hydroponics) التي توفر المياه بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالزراعة التقليدية، والزراعة العمودية (Vertical Farming) التي تتيح إنتاج محاصيل عالية الجودة في مساحات محدودة، مع تحكم عالٍ بجودة المنتج وخفض أو انعدام استخدام المبيدات الحشرية والمرضية، إضافة إلى البيوت المحمية عالية التقنية المزودة بأنظمة تحكم في المناخ والري والتسميد.

وتشير نتائج المشروعات التجريبية التي تعمل عليها الوزارة إلى أن الإنتاجية في البيوت المحمية عالية التقنية تفوق الزراعة التقليدية بنسب متفاوتة حسب التقنية والمحصول، مع تقليل استهلاك المياه والأسمدة بشكل كبير.

وأظهرت تجارب مركز “استدامة” في الزراعة المائية تحقيق وفرة مائية تصل إلى 90%، مع إنتاج خضروات ذات جودة عالية تناسب الأسواق المحلية والعالمية، وبلغ إنتاج محصول الطماطم في البيوت الزجاجية عالية التقنية 99 كيلوغرامًا في المتر المربع الواحد، مع استهلاك للمياه قدر بثلاثة لترات للكيلو جرام الواحد، وكفاءة قياسية في استهلاك الطاقة.

ومن التقنيات الحديثة التي تقدم حلولًا واعدة لتحسين الإنتاج الزراعي وتقليل استهلاك المياه، تقنية “المخصبات الحيوية” التي تستخدم في النظم الزراعية الصحراوية، وتعتمد على وجود الميكروبات النافعة في التربة، حيث تسهم في تحسين كفاءة نمو المحاصيل وتزيد من امتصاص الماء والمغذيات، وكذلك “تقنية النانو” التي تعتبر من أبرز الحلول المستدامة، وتتميز المواد النانوية بخصائصها المتناهية الصغر مما يفتح آفاقًا واسعة لتحسين العمليات الزراعية، وتعزز من كفاءة استخدام المياه بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30%.

ويعد “الفحم الحيوي” وسيلة لتحسين إدارة المياه وزيادة الإنتاجية في بعض البيئات الصحراوية، فيما أظهرت الدراسات أن إضافة الفحم الحيوي يقلل الفاقد المائي بالتبخر بنسبة تتراوح بين 9 إلى 11%، وتوفر ما يقارب 20% من مياه الري، ويسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة 37%، مما يؤكد فعاليته في تعزيز نمو المحاصيل وتحقيق استدامة الزراعة في البيئات القاحلة وشبه القاحلة. إضافة إلى ذلك تلعب زراعة الأعلاف الموسمية “الشتوية” دورًا مهمًا في تعزيز الاستدامة الزراعية، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بندرة المياه، إذ تتسم هذه الأعلاف بقدرتها على الاستفادة من الأمطار الموسمية خلال فصل الشتاء، مما يقلل من الاعتماد على المياه الجوفية. وتعد عدس الماء (Duckweed) من أبرز البدائل الواعدة للأعلاف في العقد الأخير، بفضل محتواه العالي من البروتين الذي قد يتجاوز 40% من الوزن الجاف، مما يجعلها خيارًا مميزًا في الأعلاف المركبة لتغذية الماشية والدواجن والأسماك، ويساعد في تقليل الاعتماد على فول الصويا المستورد، كما يمكن إنتاجه في الحقول المفتوحة أو عبر أنظمة الزراعة المائية والعمودية تحت الإضاءة الصناعية، نظرًا لانخفاض احتياجاته الضوئية، الأمر الذي يقلل من استهلاك الأراضي والمياه مقارنة بالمحاصيل العلفية التقليدية.

إطار استراتيجي نحو الأمن الغذائي المستدام

وتشكّل إستراتيجية الوزارة التي تشجع استخدام التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي خطوة مهمة نحو تعزيز الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي واستدامة الموارد الطبيعية، وهي أهداف رئيسة لرؤية المملكة 2030.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على