تؤدي الكلى دورًا رئيسيًا في أداء مهام متعددة في الجسم، فهي تقوم بتصفية الفضلات، وموازنة السوائل والأملاح، وإنتاج الهرمونات، والحفاظ على توازن كيمياء الدم. ورغم أنها تعمل بهدوء، غالبًا ما يتطور تلف الكلى دون علامات تحذيرية واضحة، وعندما تظهر الأعراض في العادة تتفاقم المشكلة بسرعة.
يعد مرض الكلى من أكثر الأمراض صعوبة في التشخيص عالميًا، ليس بسبب ندرتها فحسب بل بسبب قلة الأعراض المبكرة. يصيب مرض الكلى أكثر من 850 مليون شخص حول العالم وفق الجمعية الدولية لأمراض الكلى، ويشمل مرض الكلى المزمن (CKD) والإصابة الكلوية الحادة (AKI)، وعند الإصابة قد يفقد الشخص ما يصل إلى 90% من وظائف الكلى قبل ظهور الأعراض الملحوظة.
تسهم بعض العادات اليومية في إجهاد الكلى وتسرع تلفها، وبتدارك هذه السلوكيات وتعديلها مع اكتشاف الأعراض المبكرة، يمكن الحصول على رعاية طبية فورية تبطئ أو توقف الضرر.
7 عادات يومية تضر الكلى في صمت وتؤدي إلى تلفها
يؤدي الجفاف المزمن إلى تقليل قدرة الكلى على العمل بكفاءة في التخلص من الفضلات، فقلة شرب الماء تزيد العبء عليها خاصة في المناخ الحار أو أثناء التمارين الشاقة، ومع استمرار الجفاف قد يساهم في تلف الكلى مع مرور الوقت، كما أن البول الداكن أو القليل قد يكون علامة على حاجة الجسم لزيادة السوائل.
يزيد الإفراط في تناول الملح ضغط الدم، وهو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى المزمنة، فارتفاع ضغط الدم يضر بالأوعية الدموية الدقيقة في الكلى ويقلل من قدرتها على الترشيح، وتوجد مصادر الملح الشائعة في الأطعمة المصنعة والوجبات الخفيفة والوجبات السريعة والمخللات والحساء المعلب.
يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر، خاصةً من المشروبات المحلاة، إلى زيادة مقاومة الإنسولين وارتفاع حمض اليوريك والإجهاد الأيضي، مما يترك أثرًا غير مباشر على صحة الكلى؛ وتبرز الروابط الحديثة بين المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة الغنية بالصوديوم والفوسفور وتأثيرها على الكلى.
الإكثار من البروتين، خصوصًا البروتين الحيواني، يجهد الكلى لأنها تضطر إلى ترشيح فضلات أكثر، كما أن الأطعمة الغنية بالفوسفور الموجودة في اللحوم المصنعة والمشروبات الغازية والأطعمة المعلبة قد تسرع تلف الكلى خاصة عند وجود ضعف وظيفي سابق.
الإفراط المتكرر في استخدام مسكنات الألم من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين والأسبرين قد يقلل تدفق الدم إلى الكلى وقد يسبب أضرارًا حادة أو مزمنة عند الإفراط في استخدامها، لذا يُنصح باستخدامها بحذر وتحت إشراف طبي عند الحاجة الطويلة.
الإجهاد المزمن والحرمان من النوم يرفعان ضغط الدم والتوتر والأيض الالتهابي، وكلها عوامل تضغط على الكلى وتؤدي إلى تدهور وظائفها مع مرور الوقت، كما أن اضطراب الساعة البيولوجية قد يسهم في ذلك.
التدخين وارتفاع ضغط الدم أو سكر الدم غير المنضبط يضيقان الأوعية الدموية في الكلى ويزيدان من الإجهاد التأكسدي، ويدفعان إلى مخاطر أعلى للإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وهما عاملان رئيسيان للإصابة بأمراض الكلى، وباستمرار التدخين تضعف قدرة الكلى على الصمود حتى في وجود عوامل أخرى.
