اعتمد ريال مدريد على جود بيلينجهام في ديربي الميتروبوليتانو أمام أتلتيكو مدريد رغم أنه لم يستعد كامل مستواه بعد الإصابة، وكانت المباراة مليئة بالضغط وانتهت بخسارة ريال مدريد 5-2.
فضّل تشابي ألونسو التعامل مع الأمر بهدوء والاستفادة من فترة التوقف، فبدأ بيلينجهام في المباراتين التاليتين على مقاعد البدلاء، وقبل دخول الفريق فترة التوقف الدولي قال: “عندما يعود بيلينجهام ومع أسبوعين إضافيين من التدريب، سيتحسن يومًا بعد يوم، وسيكون مهمًا خلال مرحلة أكتوبر، لدينا الآن هذا الوقت لأنه غاب عن جزء كبير من فترة الإعداد للموسم”، ولن ينضم اللاعب إلى منتخب بلاده خلال التوقف بعد توصله إلى اتفاق مع توخيل.
أسبوعان حاسمان لبيلينجهام
عندما وصل بيلينجهام إلى ريال مدريد قبل موسمين، كان بمثابة نسمة منعشة للفريق، حيث سجل 23 هدفًا و13 تمريرة حاسمة وإحساسًا دائمًا بالتفوق.
رحل توني كروس ووصل كيليان مبابي، ومعهما اختلّ التوازن، ومع ذلك فإن الموسم الماضي شهد زيادة في الضغوط على كتفه واضطراره للعب أمتارًا خلف منتصف الملعب، ففقد جزءًا من جوهره، رغم أنه سجل 15 هدفًا و13 تمريرة حاسمة، وهذه أرقام رائعة لكنها افتقدت الشرارة التي ميزته في موسمه الأول.
وبنهاية الموسم ظهر بنسخة أكثر إرهاقًا وتفتقر إلى الثقة التي ميّزته في عامه الأول، فالمشكلة ليست الموهبة بل التمركز؛ فهو ليس لاعب وسط ارتكاز صريح ولا مُنظّم لعب كلاسيكي، وأسلوُبه يفقد بريقه عندما لا يجد المساحة الكافية للتوغل نحو منطقة الجزاء.
بعد كأس العالم للأندية، اتخذ بيلينجهام قرارًا جريئًا بالخضوع لعملية جراحية ستبعده عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر، لكن عودته جاءت أسرع من المتوقع.
ضد أولمبيك مارسيليا في دوري أبطال أوروبا، تم استدعاؤه إلى قائمة الفريق، وبعد أربعة أيام فقط خاض أولى دقائق مشاركته أمام إسبانيول.
وبرزت عودته في الاتجاه الصحيح، لكن الديربي عاود الشكوك من جديد، فبعد مشاركته أساسيًا لمدة 70 دقيقة كان من بين أكثر اللاعبين تعرضًا للنقد في تلك النسخة الخافتة لريال مدريد خلال عهد ألونسو.
خطة تشابي لإعادة تنشيط بيلينجهام
يخشى اللاعب فقدان مكانته كلاعب غير قابل للمس، رغم أن الجهاز الفني لا يشكك في أهميته.
وقال ألونسو: “بعد الإصابة، يتحسن تدريجيًا ولديه رغبة كبيرة في اللعب، إنه لاعب أساسي بفضل جودته وأدائه وقدرته على صنع الفارق، إنها مسألة وقت فقط قبل أن يصل إلى أفضل مستوياته”.
الآن أصبحت مهمة المدرب واضحة: إعادة توظيفه من جديد دون الإخلال بالتوازن الذي حافظ على استقرار الفريق في غيابه.
ومع تألق المراكز الهجومية الثلاثة جميعها، تتمثل الخطة في إشراكه في خط الوسط، مع تحديد دقيق لدوره في بناء اللعب من الخلف، ومنحه الحرية للتقدم من الخط الثاني والمباغتة وهي المنطقة التي يجيد اللعب فيها بطبيعته.
التحدي يكمن في ضبط الحدود بحيث يسير كل شيء بسلاسة، دون أن يطغى على أدوار الآخرين، ودون محاولة فرض التناسق بالقوة.
إذا تمكن ريال مدريد من التكيّف مع إيقاع بيلينجهام، وتمكّن بيلينجهام بدوره من التكيّف مع إيقاع الفريق، فسيعود اللاعب الإنجليزي إلى ما كان عليه دائمًا: لاعبًا استثنائيًا، قادرًا على التأقلم في أي مكان عندما يجد انسجامه الخاص.



