يُعَدّ الكبد من الأعضاء الحيوية التي تتحمل مسؤولية ضخمة في الجسم، فهو المسؤول عن تنقية الدم وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي، ومع ذلك تكشف الأبحاث الحديثة أن هذا العضو قد يتعرض لخطر كبير لا يرتبط دائمًا بالكحول بل يعود إلى عوامل صحية شائعة تؤثر على نسبة كبيرة من الناس.
ووجدت دراسة واسعة النطاق شملت أكثر من 134 ألف شخص على مدى ثلاثة عقود أن هناك ثلاثة عوامل قلبية أيضية هي الأخطر في زيادة احتمال الوفاة بسبب MASLD المرتبط بالخلل الأيضي.
ما تكشفه هذه النتائج ليس أرقاماً فحسب، بل تحذير قوي من أن الكبد، هذا العضو الصامت، يواجه تهديداً من أمراض يمكن الوقاية منها، وأن الاعتماد على غذاء صحي، وممارسة الرياضة، والفحوصات الدورية قد يكون الحد الفاصل بين الوقاية والمرض.
ما هو MASLD؟
MASLD، أو مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، يحدث نتيجة تراكم الدهون داخل خلايا الكبد دون أن يكون للكحول دور رئيسي في ذلك. تشهد هذه الحالة انتشاراً متزايداً في العالم، وتُقدَّر بأنها قد تصيب نحو واحد من كل خمسة أشخاص، فيما تبقى نحو 80% من الحالات دون تشخيص لأن المرض غالباً لا يظهر أعراضاً واضحة.
العوامل الثلاثة المرتبطة بالخطر
هناك ثلاثة عوامل مرتبطة بالخطر: ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وانخفاض الكوليسترول الجيد HDL. وتبرز زيادة الخطر بأن ارتفاع ضغط الدم هو الأكثر خطورة، إذ يزيد احتمال الوفاة بنحو 40%، بينما يسهم السكري من النوع الثاني في زيادة الخطر بنحو 25%، ويزيد انخفاض HDL من احتمال الوفاة بنحو 15%. الأخطر أن وجود أكثر من عامل من هذه العوامل يضاعف الخطر بشكل تدريجي، فكل عامل إضافي يرفع معدل الوفاة بنحو 15%.
تحذيرات الخبراء
يُشير الأطباء إلى أن أنماط الحياة الحديثة مسؤولة بشكل كبير عن تفاقم هذه الحالة، خصوصاً قلة النشاط البدني، والإفراط في الأطعمة فائقة المعالجة، والإكثار من السكريات والدهون.
خطورة المرض على الشباب
لم تعد أمراض الكبد حكرًا على كبار السن، بل بدأت تنتشر بين الشباب بسرعة، وهو أمر ينذر بكارثة صحية في العقود المقبلة. تضاعفت معدلات الإصابة بين الأطفال خلال العقدين الماضيين، مما يشير إلى أن المشكلة مرتبطة بأنماط الحياة المبكرة.
حجم المشكلة في الأرقام
في المملكة المتحدة هناك أكثر من 4.6 مليون مصاب بالسكري، ويُقدر أن 14 مليون شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، كما أن نحو 850 ألف شخص مصابون بالسكري دون أن يعلموا بذلك. هذه الأرقام تعكس حجم الخطر الذي يتهدد الصحة العامة، إذ أن هذه الحالات الثلاث ترتبط مباشرة بزيادة معدلات الوفيات بين مرضى MASLD.
